الزراعة الحافظة أثبتت فعاليتها

الوحدة : 3-12-2021

أسلوب زراعي ناجح وفعال ودارج ومنتشر بكثرة في الدول الكبرى المصدرة للحبوب (الولايات المتحدة الأمريكية- البرازيل- الأرجنتين) وغيرها، ومنتشر في سورية منذ ستينات القرن الماضي، يعتمد على ترك بقايا المحصول السابق أو القسم الأكبر منه وعدم حراثة الأرض حتى موعد الزراعة الجديدة ورش البذور تحت بقايا المحصول السابق.

الزراعة الحافظة أثبتت فعاليتها ونجاحها وجدواها في البيئات الرطبة والجافة وشبه الجافة من خط الاستواء وحتى القطبين وهي موضوع يحمل طياته وقاية البيئة والحفاظ عليها وتتناسب مع مناخ بلادنا نتيجة وجود الأعشاب الطويلة الكثيرة والحشرات في حقولنا وتساهم في وقاية البيئة وعودة الطيور والحفاظ على التوازن البيئي والحيوي.

تدخل الإنسان العشوائي بالطبيعة والصيد الجائر للطيور والحيوانات البرية وحرق بقايا المحاصيل السابقة للسرعة في زراعة محصول جديد لا يتوقف ويضر بالتوازن البيئي وتدهور وإلحاق الأذى بالأرض والإنسان وانتشار الحشرات الضارة بالمرعى والزرع والضرع، والزراعة الحافظة تساهم في الحفاظ على التربة وعلى الموارد الطبيعية من التلوث وتقليل تلوث الهواء وإعادة بناء التربة والمحافظة على مستواها من الرطوبة وزيادة نسبة المادة العضوية والحفاظ عليها من التعرية الريحية والمائية والتخفيف من حدة الجفاف ووطأة الاحتباس الحراري عبر تقليل استهلاك الوقود في الحراثات المتكررة وحبس غاز ثاني أوكسيد الكربون تحت بقايا المحصول السابق وتساهم في تخفيض تكاليف الإنتاج وتقليل مرات الحراثة بما يعادل 60% من الوقودو40% مياه وري وتوفير الوقت واليد العاملة وزيادة إنتاج المحصول بنسبة حوالي 20% ويساهم في إعادة الطيور والعصافير المهاجرة إلى بلادنا وحقولنا والتي تشكل ضرورة وأهمية لتوازن البيئية والحفاظ عليها وعلى مواسمنا من الآفات والحشرات.

تغير الظروف الجوية والمناخية واحتباس الأمطار يحمل في طياته الكثير من الأضرار كما حصل في بلادنا في مواسم سابقة بظهور وانتشار ذبابة هيس وحشرة الشعير في حقول القمح والشعير مما حدّ بخبراء الزراعة لدينا للتأكيد على حرق وإزالة المحاصيل السابقة منعاً لانتشار الآفات الزراعية، لكن المطلوب اليوم في ظل احتباس الأمطار هذا العام هو التوسع في الزراعة الحافظة واعتمادها بشكل كبير كونها تبشر الأمل والتفاؤل وتزيد في مقاومة الأرض  للضغوط والاجهادات وانتعاش ونمو وحياة الأعداء الحيوية وتقليل استخدام المبيدات الحشرية والكيماوية وتتناسب مع واقنا الحالي المعاش في ظل الحرب والحصار وضغط المصروفات والمحروقات وتوفير الكثير من النفقات والأعباء المادية على الفلاح.

نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار