الوحدة 7-11-2021
صار العالم مذئبة، وغابة وحوش… ذئاب ونمور، وضباع…
تتسابق لتغرز النصال في صدور بعضها بعضاً.. إنّها (رقصة البراري الوحشية) يا صديقي حيدر حيدر.
×××
(مهاجرون في البحر) قد ترمي عليها باقة ورد وتتذكر من كانوا فيها ضحايا ومقاومين. ناديا خوست
لا تدعيهم- وحيدين- يداوون أوجاعهم في الغربة، ولا تنسي أن تصلي من أجل أرواحهم، كل ذات عيد.. اغرسي فوق رؤوسهم أعواد آس خضراء، وضعي زهرة ياسمين على قبورهم هناك، في عرض البحر..
وعند الرجوع لا تنسي أن تمري على قبور الشهداء، وتغني لهم (حماة الديار عليكم سلام) إنها ( اللغة عاجزة أمام أوجاع الروح، لا يداوي الروح غير الحنان).
×××
(هذه هي أمريكا، في أية لحظة يمكن أن تلقي بك من العربة). ريجيس دوبريه.
لا تراهن على الريح.. لا تتوهم أنها صديقتك.. الذئاب ليس من طبعها الرفق بالغزلان …قبل المحطة الأخيرة … في أية محطة، عندما لن يكون لك من نفع، فسوف ترميك كخرقة بالية، رثة، لا قيمة لها.. إنها أمريكا، وإن كنت تظن غير ذلك فلست سوى مغفل وبليد، وتابع.
×××
على حدود الرجاء تشبثت بالتراب الذي سقط من أجله مضرجاً بدمك.. عندما شاهدتك ممدداً فوق تخوم الوطن، قالت: هو القمر.. وعندما شاهدتك تنهض كطائر، وتحلق في السماء، ابتسمت وقالت: يليق بك أن تكون نسراً في السماء…
وعندما أفلت الشمس، اقتربت من حدود الليل، أكدت أن نظرها لا يخيب: رأيته كوكباً يتهادى في بحر السماء. وعندما عادت إلى البيت ورأت أخوتك مكبّين على كتابة وظائفهم، علّقتك قنديلاً لتضيء عتمة الليل، كي يواصلوا مذاكرة دروسهم.
وعندما فاض الوجد.. استيقظت، وراحت تتفقد سريرك.. حضورك يؤنس وحشتها دائماً، بعد أن يطفئ القمر ضوءه ويبتعد.
×××
تداعت حجارة الشكوى وانكسرت عكّازة الحنين.. صاروا أبعد من قصيدة.. تنسم رائحة أهله الراحلين.. لم تعد الريح تهبّ على أغصان الصنوبر.
×××
يا هذه الغربة: خذي هذه السلاسل المعبأة بعناقيد الخوف ..
يا هذه الوحشة: كلّما تغلغلت بين أغصان أرواحنا الغضّة يستيقظ الحزن بين حنايا صدورنا..
يا هذا الحزن أرواحنا هامت في براري الغربة، وما من أحد هناك من الرعاة، كي يرد لنا غزلانها الشاردة.
بديع صقور