الوحدة 1-11-2021
ذات صباح تشريني،
كعادتها طيور النورس تمشط بأجنحتها زجاج البحر اللازوردي.
الشمس أهدت أشعتها القاع
ضوؤها مشكاة من الزرقة، وبياض النور مثل شجر اللوز
يتأهب للاشتعال فوق فود ومفارق المدى المسافرة
نحو عرس النهار.
يتلامح من بعيد شراع يتهادى، يتمايل سكران
كأنما أصابه الدوار.
ذات صباح بحري تشريني
همس البحر في أذن الموجة
قال:
أيتها الطالعة مني،
من ضلعي، من خفقي، من رقصي مع التيار.
أيتها المولودة مني، المؤودة إلى حضني كاللهب للنار، كأغاني الصيادين تردد:
هيلا
هيلا
الله الرزاق
الجبار
مادام معنا الله،
به نسعى، وإليه
القصد لن تثنينا الأخطار.
ارحل يا خوف
إنا تشربنا الأهوال، الأنواء،
الأسرار، والأقدار.
كم غازلنا في الليل الأقمار.
كم أحصينا نجوم السماء، بينما يرحل مركب السحر باتجاه الفجر، والنهار.
حين صباح أبلج
أسر البحر:
أيتها الموجة
أعشقك!
وبك أنا مغرم!
تعالي ،نامي أسكنك خافقي،
أهدهدك كالصغار
أصلي للفجر الطالع من خلف ستار.
ردت الموجة باستحياء
يا سيدي:
كيف تعشقني؟
تغازلني؟
تراقصني؟
ترشقني بالأزهار؟!
يا سيدي
أيا أمل البحار
أنا طفلتك المغناج
انا منك
وكلانا- من بدء خليقتنا-
عشاق نهوى الأسفار..
كم كتب فينا (الشعار)؟!
وساهرنا السمار
صغيرتك أنا،
أتشاقى على صدرك،
أسبح فيك،
وبك
أذوب
أتماهى
أغرق فيك
انكسر على رملك
وحين يوجعني قلبي،
تحملني،
تسكنني صدرك
أهواك
أعشقك
يا كلي
أنا كلي من بعضك.
خالد عارف حاج عثمان