أين معامل العصير الطبيعي؟

الوحدة :25-10-2021

عصير البرتقال مادة غذائية مفيدة مطلوبة ومرغوبة على مدار العام ولا يخلو منزل في سورية منها, والإنتاج السنوي من الحمضيات بأنواعها المختلفة يتجاوز مؤشره الإنتاجي عتبة المليون طناً, والمنطقة الساحلية هي الأكثر صلاحية مناخياً وبيئياً لزراعة الحمضيات حيث يتركز فيها نسبة 98% من زراعته (75% في اللاذقية و23% في طرطوس) إضافة إلى مساحات قليلة في حمص وإدلب ودرعا ودير الزور وحماة والغاب التي يزرع فيهم بكميات قليلة بما نسبته 2%, وإن أكثر الأصناف إنتاجاً من محصول الحمضيات في سورية هو صنف البرتقال أبو صرة ويشكل حوالي 21,9% من إجمالي إنتاج المحصول, ثم صنف البرتقال اليافاوي بما يعادل 18,11% يليه صنف الفالنسيا بنسبة 13,4% وهذه الأصناف المفضلة للعصير تشكل 61,34% من مجموع الإنتاج السوري.

يجب تشجيع إقامة معامل العصائر للوصول إلى الاكتفاء الذاتي والتصدير كون المادة الأولية الوطنية موجودة بكثرة وهذه الكميات يمكن تأمينها من المزارعين مباشرة ومن نواتج الفرز والتوضيب بأسعار مخفضة دون المرور على حلقات الوساطة والسمسرة في سوق الهال بما يعود بالفائدة على المزارع والمعمل, وإن إقامة المعامل سيكون لها منعكسها الإيجابي على السوق المحلية والمزارع حيث تساهم في حل جزء من مشكلة تسويق وتصريف المحصول الاستراتيجي الذي يتمتع بأفضل نكهة وطعم على مستوى العالم, والمواطن الذي سيصبح بإمكانه الحصول على عصير طبيعي بنسبة 100% وبسعر أقل من المشروبات الغازية والعصائر الصناعية الأخرى التي تتجاوز كمية المكثفات والملونات الصناعية فيها حدود 85% مقابل 15% عصير طبيعي.

تساهم معامل العصائر في تأمين ريعية اقتصادية مجدية للفلاح بالشكل الذي يحافظ على توفر المنتج العصيري الطبيعي في السوق وبسعر مقبول وأقل من المشروبات الغازية والعصائر الصناعية التركيبية وإيجاد قناة تسويقية وتصريفية دائمة للإنتاج ومساعدة المزارع في تصريف إنتاجه داخلياً وخارجياً دون الوقوع في براثن تجار سوق الهال وحلقات السمسرة والمضاربة وحمايته من الكساد والتلف والظروف الجوية والمناخية القاسية والمساهمة في تشغيل واستيعاب عدد كبير من الأيدي العاملة وامتصاص البطالة واستثمار مخلفات ونواتج المعامل في صناعة الأعلاف والأسمدة العضوية والمساهمة في إنتاج مواسم زراعية آمنة صحياً وبيئياً وبشرياً وخالية من الأثر المتبقي للأدوية والمبيدات والأسمدة الكيميائية.

يجب تشجيع المزارعين على زراعة الحمضيات وإرشادهم على كيفية التعامل مع أي حالة مناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة العالية والصقيع ومكافحة فأر الحقل وأسراب الذباب والبعوض والحشرات الضارة الأخرى, وإيجاد الحلول الناجعة لغلاء مستلزمات إنتاج الحمضيات التي تثقل كواهل الفلاحين, والتعريف بأهمية الاستهلاك الطازج والعصير الطبيعي للحمضيات وفوائدها الصحية للإنسان عبر حملات التوعية والدعاية والإعلان ومشاركة القطاع الخاص بالتوازي مع الخطط الحكومية وجذب الاستثمارات ورؤوس الأموال من الداخل والخارج وتقديم الامتيازات والتسهيلات المشجعة على الاستثمار في الحمضيات.

علينا الاستفادة من ميزات الحمضيات السورية التي تتمتع بطعم ونكهة لذيذة مميزة لتسويق إنتاج المعامل داخلياً وخارجياً والاستغناء عن استيراد المشروبات الغازية ومواد إنتاجها من الخارج وتوفير القطع الأجنبي على خزينة الدولة.

نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار