الوحدة 24-10-2021
عبّرت الشاعرة إباء إسماعيل عن محبتها لوطنها الذي حملته دوماً في قلبها ووجدانها، فأبدعت عبر قصائدها الرائعة في تجسيد الآلام والأوجاع التي ألمّت به بفعل المؤامرات والمخططات التي حيكت ضده بهدف النيل من صموده.
يقع الديوان الشعري (صوت هديل الوطن) للشاعرة إباء إسماعيل في مائة وثلاث صفحات من القطع المتوسط، وقد طبع في دار مطبعة طارق بن زياد في اللاذقية. لوحة الغلاف للفنانة وسمة مهنا وقد تضمنت المجموعة الشعرية اثنتي عشرة قصيدة هي على التوالي سحائب أمي، صباحك قلبي المعطر، عبور إلى وطن الحب، سورية، متشردة، قبل الخراب الأخير، أمنية، جبابرة، أشبال على مرمى النار، أجنحة الشاعر، صوت هديل الوطن، قناديل اللحظات الهاربة وهذه الأخيرة عبارة عن ومضات شعرية بعناوين عديدة (خبز ومنفى، إباء، نداء، روحي، ذوبان، عطر الحروف، قراءة، نبض ولون، سر الكلام، تشابه، لوز، دعوة للحياة، أفق جديد، انتقام الوردة، لعودة الابن الضال، الأمس الجديد، قلب وأنين، خيال، الريح، القصيدة، شمس الوطن، مخاض، انبعاث، دعاء، ندماء، حسبي، حيرة، قمر السماح، ألف وباء.
وقد استوقفتنا قصيدة (صوت هديل الوطن) والتي حمل الديوان اسمها حيث عكست فيها الشاعرة إسماعيل الواقع الأليم للوطن المتعب والمنهك من قوة الجراح والآلام التي عصفت به حيث قالت في مقطع منها: فمتى إلهي، يخرج الإعياء من وطني لكي يصحو الوليد؟ ومتى تضيء سنابل الأرض السخية فوق أكوام الحديد؟ ومتى يباركنا المسيح بوجهه ليزيح عن أرض السلام شحوبها وندوبها وجحيمها وخرابها؟ هل يختفي هذا الشحوب ونرتقي علماً، يعيد الأهل والأحباب لأرض الشآم كذلك قرأنا قصيدة (أجنحة الشاعر) التي ألقيت في الحفل الذي أقامته في ميشغن، منظمة أدباء بلا حدود والمركز الثقافي العراقي في واشنطن لتكريم الشاعر العراقي المهجري الراحل خالد المقدسي حيث قسمت القصيدة إلى (جناح الطفولة، جناح الأسئلة، جناح الإنسان، جناح الرؤية، جناح الوطن، جناح المحبة، جناح الأمل) أما قصيدة: أشبال على مرمى النار فقد توجهت الشاعرة بها إلى أشبال سورية والعالم ضحايا الإرهاب فقالت: يا أشبال النار كنا نصحو ثم نغيب كأجساد أعياها الإعصار، كنا أفواهاً حاصرها الجوع وكممها الأشرار. والغفلة كانت تسرق بعضاً من إخوتنا شحنوهم بالحقد الطاغي ضد الوطن المنهك بالأسوار… قبل الخراب الأخير قصائد ألقيت في جامعة ديبول الأميركية في شيكاغو ضمن مهرجان الأدب العربي وقد حملت عناوين فرعية (صراخ على امتداد جرح، تساؤلات مغتربة، بقاء على ضفة الأمل، الضغط على الزناد، أمنية، جبابرة، وفي قصيدة (أمنية) تمنت الشاعرة العافية للوطن الذي سترجع له بسمته وضحكته قائلة: كم تفلت من بين أناملنا شهقات الضوء لنشقى في المحن؟ لكن الأحلام ستبقى مثل ربيع يزهر في قلبي نوراً ويفتح في شجو الزمن… فمتى يتوقف هذا الثعبان عن الرقص على نعشي؟ ومتى يصحو زهر اللوز على وجهك يا وطني؟ ولسورية في قلب الشاعرة كل الحب والعشق والهيام فقالت: وطني الأول والآخر عشقي الأول والآخر سورية… يا دوحة شعري يا وردة روحي وجروحي… أنت نشيدي في الغربة والترحال… أنت البسمة في الوطن المغتال.
ندى كمال سلوم