موتٌ ربيعيٌ

الوحدة: 20- 10- 2021

 

 أولاً:

حين اشتدّ مرضه، التفت وقال: سيأتينا الماضي، لنكون حكاية في صندوق الذكريات، البعض يختصرنا بكلمة (أموات)!

من يومها وأنا أبحث عن مكاني في تلك الحكاية، وكلّما دنوت، واقتربت أكثر: أجد من سبقني، فأعود لأبدأ من جديد.

ما أصعب أن يغادر المرء من دون حكاية؟!

لكن حفيدي الصغير، كان قد وعد أن يرسمني على دفتره بالألوان، ويكتب أسفل الصورة عبارة جميلة بلغة البلاد البعيدة التي هو فيها.

ثانياً: نظراتهم الشوكاء تنبشني ولا تترك خيطاً أسود يسترني، فهمت بعدها، لماذا الغربان بلون أسود؟!!

ثالثاً: كان يردد دائماً: خبئ حلمك الأبيض لكابوسك الأسود!!

لم يكن يعلم أن الأحلام تتبخر لكوابيس، والأفضل لو يعيش عطش الأحلام وشحّها، للتقليل من كوابيس مفاجئة؟!

أخيراً: ما زلت أبحث في عقارب الساعة عن موعد يناسبني مع أي شيء ولأي شيء، لم أجد سوى عمري المتأخر الذي صار يخنقني على أبواب المشافي وغرف الانتظار.

أنحشر في الأزقّة لا هرباً، وإنّما خجلاً من موتي القادم الذي سيكون أقلّ شأناً ووقعاً، فالموت هذه الأيّام، مثل زجاج متكسّر تخشى أن تدوسه الأقدام.

سمير عوض

تصفح المزيد..
آخر الأخبار