الوحدة : 20-10-2021
هوالخريف، يرتدي – وبكل إهابة- ثوبه الأصفر، يلبسه في اليوم مئات المرات، يخلعه إزاء كل هبة نسمة، أو عويل ريح، يذري قشاش القمح، يطيرها في الحقول كطائرات الأطفال الورقية، رسائل من شقاوة، عناد، أو أمنيات، وأحلام عمر يحبو في معترك الحياة القاسية ووجهها الكالح مثل ستارة سوداء مسدلة كعينين نعستين تصارعان ذوائب الرموش المتهدلة بفعل السهر في دروب الوجع، الغربة، والعودة المؤجلة.
الخريف- بعمامته الذهبية- يجيء، يهرول، يسرع، يركض بقدميه الكبيرتين، وساقيه المشرعتين لروزنامة الفصول، وبوابة الزمن الثقيلة، وعلى الرصيفخطا المارين، وبصمات تعبهم المتهالكة، هنا وهناك، ملامح العابرين للأيام بلا طيوف هنا، وبلا أمل.
هناك، شمس الخريف الخجولة الصفراء، قد أعلنت لونها، خاطت ثوبها، توارت خلف أذرع السنديان، والشوح، الصفصاف، لعبت على جدائل العنب، وهي تفرط أخر حبات عناقيدها، دلفت نسائمه الصدور، داعبتها، أيقظت فيها الفرح، غمرتها أفانين السرور.
فلم يا خريف أبقيت قلباً يعانده الحبور؟ قلباً تمزق، تفطر من ألم، راح يكابد كأساً من وجع، كأنما عش هجرته أسراب الطيور، وأحلام مؤجلة تأبى الظهور، مخبوءة قد قض مضجعها آه، وويلاه النفور!
* ما قبل نقطة آخر السطر:
هي التشارين،
تعد بالعشق
والحنين.
إفصاح صريح
لحب،
أو من العشق تلاوين.
فانهب ما شئت من خمره،
ولا تضن باللقاء، والمواعيد،
مع المستهام الجريح!!
خالد عارف حاج عثمان