زيتون الأول تحوّل

الوحدة 15-10-2021

طعنة بروتوس لقيصر تُعد أبشع أنواع القتل في ذلك الزمان كما يُقال، لكن.. أن تُطعن بأشد أنواع الطِعان على مدار العام فهذه من علامات النشور، أهم تلك الطعان هي ما يتلقاها الفقير في هذه الأيام والهمّ الأكبر في تأمين مونة الزيتون المُحيي والمُميت، إن صح التعبير، وقبل كل شيء لا بد من ذكر ما فعلته نار سيدنا إبراهيم (ع) لفروع وجذوع تلك الشجرة المباركة، فقدّمت لجوع وحرمان الفقراء خدمة مجّانية كسرت ظهورهم لسنين طِوال، فالزيتون كان الميزان العادل لبقاء الفقراء بالوضع الآمن في استمرارية الحياة، وبالأمس القريب كانت قضية الزيتون وزيته من المسلمات بالنسبة للجميع وليس في قائمة الحسابات، فتأمينه كان من أبسط الحلول بالنسبة لأصحاب العائلات، هو زينة مطابخ وسُفر الجميع العامرة، لأن من يملك تلك الشجرة كان يضحّي بجزء من تلك النعمة لفاقديها من الفقراء، لكن أن يُصبح هناك عجز حقيقي في تأمين جزء بسيط من مونة الزيتون فهذه مقتلة حقيقية، طالت شرائح كثيرة وأهمها شريحة الدخل المحدود ومن يتماشى معها من الفقراء والمُحتاجين، فأي عائلة هي بحاجة نحو ٣٠ – ٤٠ كغ ما بين الزيتون والعطّون، وبالتالي سيتحتّم دفع حوالي ١٠٠ ألف ل.س، لأن الكيلو غرام الواحد للنوع العادي يلامس ٣٥٠٠ ل.س، وهذا راتب موظف تلاطمه الأسعار وتقلباتها منذ ثلاثون عاماً، فكيف إن تجرّأ وشطح به الخيال نحو التفكير بشراء (تنكة) من ذلك الترياق الأصفر المستخرج من تلك الحبّة المباركة … لا قدّر الله .

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار