الوحدة 11-10-2021
لو أتيت بطفل صغير، وحدثتَه عن النار، وعن آلام الاحتراق بها، لما فهم عليك، بل سيقترب منها، وسيحاول ملامستها في أول لقاء بينهما.
هذا هو حال المسؤول الذي أمِن العقاب، فمهما حدثته عنه، لن يرتدع، لأنه لم يرَ، ولم يعِ معنى العقاب، ومعظم الشواهد أمامه تشير إلى شبه انتفاء للعقاب بحق مسؤولين سبقوه، وأناس نجوا بسهولة من موبقات تفوق ما ارتكبوه.
بالقياس.. لماذا أمعن اتحاد كرة القدم بالخطأ؟، ببساطة.. لأنه أمن العقاب، وراجع كل ارتكابات من سبقوه، فوجد أنهم خرجوا منها، كما تخرج الشعرة من العجينة.
لا مشكلة عندهم إن تألم ملايين المقهورين، فهم خرجوا عنهم، وباتت حساباتهم لا تشبه حسابات الشعب، ووجع الشعب، لا يلامس ترفهم ونرجسيتهم البغيضة، وربما يستقوون عليك بالمنظمات الدولية، ويلوحون بإنزال عقوبة جماعية بأمةٍ كرهت أفعالهم، و ذاقت منهم الويلات.
بالقياس أيضاً.. قد يغرق مسؤول آخر بالفساد والجهل، وقد تنعكس أفعاله سلبياً على الملايين، ولكنه لا يأبه، و(يطنش)، وينام مرتاحاً، لأنه أمِن العقاب، وهمس له داعمه، بألا يخشى شيئاً.
غيث حسن