الوحدة: 5-10-2021
لأنها كانت وما زالت منبر الروح وبوحه, ستظل القصة بطولها وقصرها لسان حالنا, وستظل تسطر رحلة الإنسان على هذا الكوكب, ترسم ملامحنا وأهواءنا وأحلامنا علّ تلك النسمات توصلها, وذاك البحر الذي لا ولن يهدأ بموجه يحمل حكاية ليعود بالأخرى لتظل ترتسم تلك الحكايا على رمال شواطئ الحياة شاهدة, ولن تمحي الأثر حتى لو غبنا نحن.
من بحر اللاذقية وأرضها انطلق ملتقىً القصة القصيرة بإشراف وإدارة د. محمد ياسين صبيح، بنشاط قصصي لافت, أقام العديد من اللقاءات والندوات في سورية, وكانت لأدباء من الوطن العربي مشاركات كثيفة, كما تم هذا العام إطلاق أول مسابقة للقصة القصيرة في سورية، والتي شهدت فوز العديد من الأسماء المتميزة والأقلام المبدعة, ليصير لهم حيز على صفحات ورقية تجمعها إصدارات تحفظ في قلبها كل ما باحت به تلك القلوب والعقول المثقفة.
فقد صدرت عن دار دلمون للطباعة والنشر والتوزيع بدمشق وبدعم منه مجموعات القصة القصيرة جداً الفائزة بالمسابقة التي أقامتها رابطة القصة القصيرة جداً في سورية, قام بتصميم الأغلفة م. مهند المهنا كما قام بالإخراج الفني لهذه المجموعة (كمال آل إمام), وسيقام حفل توزيع الجوائز يوم ٥ تشرين الأول في المركز الثقافي العربي أبو رمانة للفائزين..
حول هذه الإصدارات الفتية لنوع أدبي متميز ولافت الحضور السوري في قيمته الأدبية وإدارته, كانت لنا لقاءات حول هذه الإصدارات بما تحويه, وعن أهمية المسابقة..
– قالت م. عفراء هدبا تأتي مسابقة القصة القصيرة جداً في سياق المشروع الثقافي الذي تبنته دار دلمون دعماً لأدب الشباب وتحفيزاً لعطاءاتهم المبدعة.
وفي رعايتها لهذه المسابقة فإن دار دلمون الجديدة تمد جسور التواصل مع المؤسسات والهيئات والروابط الثقافية دعماً للمواهب الشابة لتقديم النموذج الأمثل لدار النشر وما يجب أن تكون عليه توجهاتها ومسؤوليتها وأولوياتها إذا كانت صاحبة مشروع حقيقي لا يسعى إلى الربح معيداً الأهداف التنموية للثقافة ودورها في بناء الإنسان، أما المسابقة فإنها بلا شك عامل محفز للإبداع، وبالنسبة للجوائز الأربعة التي منحت لأفضل المجموعات المشاركة، فقد اعتمدت فيها معايير دقيقة في النقد والتقييم من قبل لجنة تحكيم متخصصة، وهذا ما دفعنا في دار دلمون إلى طباعتها لتقدم للفائزين كجوائز تشجيعية في بداية مسيرتهم على دروب الإبداع.
أما عن خططنا المستقبلية فنحن ماضون في تبني هذا النهج من خلال تعاوننا مع رابطة القصة القصيرة جداً وسواها من الجهات التي نلتقي معها في الأهداف والرؤى ولن نبخل بتقديم الدعم المادي والمعنوي عبر الطباعة والنشر والتشجيع الدائم لأصحاب المواهب الأدبية على اختلاف صنوفها وسوف نكرّس هذه المسابقات كتقليد سنوي نجني ثماره عاماً بعد عام ليس على مستوى سورية فحسب بل على مستوى الأقطار العربية الشقيقة وكذلك الدول الصديقة, وكانت لنا بهذا الصدد تجربة مميزة مع الجمهورية الإسلامية في إيران ومع أقلام مبدعة ونزيهة من مختلف دول العالم ترجمة وطباعة ونشراً وملتقيات في فعاليات أدبية وندوات فكرية وحفلات توقيع لإصداراتنا…
– مرح صالح الفائزة بالمركز الأول في هذه المسابقة: لطالما كانت رابطة القصة القصيرة جداً في سورية السفينة الآمنة التي تحتضن جميع ركابها, ولطالما كانت المنهل الأول الذي يعطي ويعطي حتى الارتواء، أقول إنَّها وبكل فخر مدرستي الأولى في القصة القصيرة جداً، ومنها انطلقت لأكتب لأستمر لأثابر ولأفوز, لا شك أن رابطتنا الأم كانت المورد الأساسي لي ومن خلال متابعتي لكل ما ينشر فيها من نصوص ومسابقات وفقرات مهمة وقراءات نقدية للنصوص اكتسبت الكثير من النقاط الأساسية التي ساعدتني لأفهم جيداً ما تعنيه القصة القصيرة جداً لأطلق العنان بقلمي ليكتب بحرية مطلقة.
من أبرز المسابقات وأهمها بالنسبة لي والتي هي بمثابة حصاد قصصي للكاتب تلك المسابقة العربية الأولى والتي طرحها ربان الرابطة د. محمد ياسين صبيح حول أفضل مجموعة قصة قصيرة جداً والتي كانت بالاشتراك مع دار دلمون الجديدة للنشر والتوزيع، ما شجعني لخوض مثل هذه التجربة هي ثقتي بما أكتب والمرحلة التي أيقنت أني وصلت إليها والتي تخولني لأخوض مثل هذه المسابقات، لتكسب مجموعتي (زوايا) وتنال ثقة لجنة التحكيم لأحقق المركز الأول عربياً وليكون كتابي الأول الذي أصدر ورقياً وليد مسابقة عظيمة جداً، وهذا ما يعطيني حافزاً لأستمر بلا انقطاع بهذا الفن الذي أثبت جدارته وحضوره بين جمهوره وكتابه كفن سريع التناول وقصير البنية يوافق عصرنا الحالي، وأعتبر فوزي بالمسابقة العربية هو ثمرة جهد وتعب ومثابرة ودراسة ومن خلال الوقت الطويل الذي بدأ من عمري من مطلع العشرين ليومي هذا ركزت في قصصي على أفكار الناس وتحكي واقعهم وعاداتهم وتقاليدهم وأوجاعهم أي ما يلامس الواقع بكل بساطة وهذا ما يستسيغه الجمهور برأيي.
سلمى حلوم