الوحدة : 2-10-2021
جسر خان عطا الله، هو شريان طريق حلب القديم وكذلك القرى والمناطق المترامية في ذلك الشمال الشرقي الجميل، كل ركّاب الحافلات صغيرة وكبيرة تمتطيه بشكل طبيعي، طبيعة الموقع تسحب نظرات الإعجاب بالمكان، دون التفكير بجسم الجسر وتحمّله لتلك الأحمال والأثقال، وهذا الوصف فقط لطريق الذهاب باتجاه البهلولية، ولكن عند النزول إلى مجرى النهر الكبير المتصحّر حيث من أجله بُني الجسر، هناك تظهر مفاجأة غير مرئية للعابرين وهي عملية تدعيم الجسر بالمواسير الحديدية وعلى جميع مفاصله، علماً أن الجسر جسمه قوي وغير آيل للسقوط، وهذه الدعامات الحديدية وُضعت تحسباً وحيطة لمكروه قد يحدث أثناء مرور قاطرة مقطورة تحمل على جسدها قطعة كهربائية عملاقة خاصة بمحطة الرستين الكهربائية، وزنها كبير جداً قد تُزعزع أكبر الجسور والطُرق، فلا مفرّ من ذلك العمل والتدعيم، وقَدَر هذا الجسر أن يكون المعبر الوحيد لتلك الشاحنة العملاقة، أمّا على الجانب الآخر وهو طريق جسر الإياب النحيل فهنا تكمن الخطورة، فهو أحد الجسور التي بناها الانتداب الفرنسي، لا أحد يستطيع نكران قوة وعظمة بدن ذلك الجسر المقوّس وجميع الجسور التي لا زالت قائمة حتى الّلحظة، بنتها الخبرات الفرنسية في تلك الحقبة من التاريخ، لكن غضب الطبيعة والزمن الطويل، والأيدِ العابثة، كل ذلك كفيل بتغيير أي شيء.
سليمان حسين