لكنّني وحدي

الوحدة: 28-9-2021

لم يصل نشاطي الرّياضيّ في أقصاه، إلّا لمستوى مشجّعٍ على المدّرجات، وفي الحركة التشكيليّة لم أكن إلّا زائراً للمعارض الفنيّة، أتطّفلُ على الألوان وأصحابها.
أمّا السّير على الأقدام، فإنّ لديّ قدرةً هائلةٌ في المشي، متباهياً بما حولي من أبراجٍ سكنيةٍ، لأُطيل النظر إليها كنسرٍ جائعٍ، جناحاه ينكسران على مداخل ونوافذ وشرفات هذه المنازل، ففي داخلها أحلامٌ تجاوزت أضعاف عمري!
أعود فأقرأ كتب الأدب والثقافة، ولا أكتبُ حرفاً، أمْعِنُ في النظريّات والأفكار، فأقف متفرّجاً دون أدنى قدرةٍ في انتقاء كلمةٍ واحدةٍ تكون وساماً لتفكيري.
في المدرسة كان أترابي يتسلّقون الجدران في هروبٍ يوميٍّ إلّا أنا فدائم الالتصاق بأسفل الجدار، لتقع عليّ العقوبة الجماعية كُلّها، لكننّي مستمتع بها، لأننّي سأحظى بمشاهدة هروب جديدٍ في اليوم التّالي.
هذا اليوم: سَقَطَتْ في النّهر حافلةُ وأنا بداخلها، وكنتُ النّاجي الوحيد الّذي يقف على حافة الجسر.
لم أميّز بين الحزن والفرح، وإنّما أقول: حتّى الموت فأنا لا أجيد الذّهاب إليه؟!!

سمير عوض

تصفح المزيد..
آخر الأخبار