إضاءة على مجموعة قصصية (القلم لا يكتب وحده)

الوحدة 26-9-2021  

 

انطلقت الكاتبة حسناء كردية في مجموعتها القصصية (القلم لا يكتب وحده) من الواقع الاجتماعي والإنساني بكل همومه وحالاته وتفاصيله وذلك بأسلوب سردي يشد القارئ ويجذبه لمتابعة أحداث ومجريات القصة لنهايتها عبر أربع وتسعين صفحة من القطع المتوسط…

 تضمنت المجموعة خمس قصص قصيرة هي على التوالي: الرصاصة لا دين لها- أنّات العصافير- نبض وحياة- القلم لا يكتب وحده- عودة الخريف فكانت هذه العناوين بحق إشارات وانعكاسات حقيقية لما يجري في المجتمع من قضايا إنسانية ذاتية خاصة وعامة على حد سواء حيث أبدعت الكاتبة في تجسيدها بشكل رائع ومتقن وبأسلوب كتابتها الوصفي الأمر الذي يشعر القارئ وكأنه يقرأ واقعه ويعيش الحالة مهما كانت بكل جزئياتها…

 هذا وقد ضمنت الكاتبة مجموعتها المذكورة إهداء توجهت به إلى أحبتها قائلة:  إلى وسادتي الروح وزهرتي القلب أبي وأمي نجوم تألقت بها سماء حياتي أخي وأختي أصدقائي… شجيرات الياسمين الصامدات في وطني رغم الجراح.

ومن خلال قراءتنا للمجموعة بشكل عام استوقفتنا قصة (نبض و حياة) واللافت للنظر في هذه القصة ذلك الحوار بين النجم والكوكب… حوار تستحق عليه الكاتبة أفضل الثناءات والتقدير لما يعكس في كلماته وجمله القدرة الكامنة للكاتبة في توصيف الأشياء واستخدامها اللغة التي وظفتها لصالح النص بشكل بديع  فيما يلي مقتطفات من هذا الحوار الرائع.

 قال: النجم الأجمل في عيون سهارى البشر لكوكب هو منه أقرب: أعلم أني لست النجم الأوحد, وقد لا أكون الأفضل  لكنني منك أقرب وأرى أني بصداقتك وصحبتك أجد. فأجابه الكوكب: وما الفائدة التي تجنيها صداقتي وصحبتي لكرة من اللهب. النجم: بريقي في سمائك أنور! الكوكب: لا أحتاج لنور على أرضي فما عليها من حياة تذكر, فأنا لست كالأرض وكل حي يرى ما هو لاستمرار وجوده أنسب. النجم: شعاعي على سطح ترابك  هو الدفء. الكوكب: لم أطلب الدفء يوماً وما همني على الإطلاق ما يعجبني فيّ, أني لست بك أشبه, فأنا كرة من تراب وهو أكثر ما تكون عن النار أبعد. النجم: وما يضيرك في لهيبي فبزعمك أنا كرة لهب لا تضر ولا تنفع. الكوكب: يكفيني أن ترابي لكل زائر يأتي من كوكب الأرض مرتع وهو من لهيبك لن يقرب.

وفيما يلي مقتطفات مما كتب على غلاف المجموعة في الصفحة الأخيرة منها: رسمت حسناء كردية خطوات مجموعتها ووصفتنا في سماء قصصها في قالب من الإدهاش كدعوة منها لدخول عوالم مجموعتها لاستكشاف ما رصعته كلماتها وصاغته أسطرها وهي تعبر بانطلاق عن فكرتها بأسلوب تشويقي وبناء درامي حددت مشاهدها وكتبت سيناريو كل فكرة وأعطت شخوصها وأحداثها المساحة التي تفرز طاقتها وهي تتمايز ما بين قصة وأخرى لتعلن وتحكي  وتروي … هكذا كتبت حسناء بيراعها  الذي لم يفرز المداد لوحده.

ندى كمال سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار