الوحدة 26-9-2021
لأني ولدت من رحم عينيك.
أقف أمامك صنماً
لا ينقل خطواته إلى معانيها.
أيتها المقصودة…
أضيئي قناديل الشوق.
أغنيات لطائر المطر، مجموعة شعرية تقع في مئة وصفحتين, موزعة على أربع وخمسين قصيدة.
المجموعة تتمحور حول العشق بمعناه الروحي الأسمى، وعن الوفاء لمن هم أهل له.
أهدت المجموعة إلى عائلتها، ولأصدقائها الأوفياء، ولمن ساهم في إصدارها.
في البدء.. الولادة. والولادة كانت من رحم العينين، هذه الولادة التي صلبت على حب ذاك الرجل الذي اخترعها من ضوء عينيه.. ولكم ودت لو يتّقد قنديل الشوق فينير الخطا. ولربما ينطق الصنم الذي صارته.
هي شاعرة محوطة بالأمل، أمل صباح قابل للحياة، تقول: تحت ركام الحروف بذرةٌ قابلةٌ للحياة… الحياة التي تولد من قصيدة.
هي تهوى، تعشق، لكن فراقه أوجعها، فراحت ترقب رحيله بهدوء بنفسجةٍ حزينة.
تقول: أتابع فراقك بهدوء… وأنا أبحث عن صوتي.
لقد بُحّ صوتها ولم يرتدّ حتى الصدى في حين راحت الريح تسرق آهاتها, وتنثرها في كل مكان.
والشاعرة ترنو بعينين هادئتين، وتكتب قصيدتها بمداد الشهقة.
تقول: ذات غفوة.. ذات صحوة.. بين نفسٍ وشهقة، علّمني كيف أقتات كلماتي!
في قصيدتها(نظرة لعينيك) تقول:
كغريق يتعلّق بقشة
أقاوم لأراك مجدداً..
لأرمم ما تلف من روحي.
أوجعها الغياب فأخبرته أنها تحبه الآن أكثر.
تقول: وأنا أتعلّم في غيابك كيف أحبك أكثر.
وتمضي الشاعرة في بوحها العشقي، فتخبر ذاك المحدّق نحو الشغف البعيد أنها موجودةٌ في فكره وضميره.
تقول: في حريتك أكون.
في فكرك.
في ضميرك أكون.
ولعل من أجمل ما كتبت قولها: لأنك ميلادي، أطلق أحاديث الليل، لترتب لي فراش مشاعري, وأتساقط بين يديك. أيها العابث بقلبي. دعيني ألملم ما أشتهي وتكون كلماتك ذراعين من دفْء
-)المجموعة تدور حول لون واحد. عنوانه. الحبّ الروحيّ الأسمى.
لنستمع ولنصغ لهذه الحوارية.
سألته: أتحبني؟
قال: حبك ميلادي. الحب يعاش ولا يحكى. الحب أن أراك ولا أرى سواك. الحب أن تكتبك لحظتي الحب أن أحشر أنوثتك في سطري.
******
-) ومن قصيدة “ليس غيرك” أقتطف:
” ليس غيرك. هناك يولد وطن من وحيك بلا خريطة وبلا عنوان . حيث أنت أنا. عيناي وعيناك في عناق لحظة غفوة المطر”.
-)ولعل قصيدة “أنت فقط” هي من أجمل قصائد المجموعة. وقد سطّرت فيها كل انفعالاتها العشقية ورسمت معاناتها بحروف اللوعة ووجع الهوى.
تقول: ” أنت فقط في عيوني. يرهبني حبُّ السفر إليك. أقرؤك… تقرؤني.. تخنقني بحبك وأنت المخنوق بي. في عيوني أنت. تأسرني وأنت المأسور بي. أنوي السفر في مدار اللغة مسافة. مداها كلمة ” أنت فقط”.
-)هي شاعرة مرهفة الإحساس شفيفة المشاعر. عذبة الكلمات. اعتادت ومن باب وفائها أن تكون خالصة لحبها وصادقة. وأنه هو كل شيء. لكنه العمر. لحظة وتعبر ثم تضحي كوقود محرقة..
تقول:” كنت أضبط الوقت..
لكني أيقنت أن العمر لحظة
وإني القادمة من عصور غابرة.
عصرت الزمن ليتوقف.
لكنه كان وقود محرقة”
******
-) معظم القصائد جيدة. وهي متفاوتة في جودتها فالشاعر. أي شاعر لا يقدر أن يكون على سوية واحدة تارةً يعلو.. وأخرى قد يسف.
وقصائد مرام. متفاوتة كأي شاعر. لكنها تُقرأ..
فمن قصيدة: أيها النبض الأسير أقتطف:
” وأنا الغريبة في مدن الحروف,
بين ضباب الخرافة يتلّون الأفق بك.
كلما ابتعدت تزدحم التعابير,
وبفيض العشق في أحلام امرأة
*****
أختتم بأجمل المقاطع من قصيدة ” مسافر” ومنها تقول:
” ليت الطريق من رمل.
كي أطبع قدمي على آثار قدميك اجلس معتماً إلا قبس ضوء خافت
حين أشمُّ رائحتك في يدي
وأغادر أنا في أثرك”
******
أتمنى للشاعرة مرام مروَّة” كل توفيق في إصدارتها القادمات وأخبرها أنها كتبت مجموعة تُقرأ باهتمام.
وإلى اللقاء..
سيف الدين راعي