الوحدة 24-9-2021
أكاديميةٌ محترفة.. وتشكيليّةٌ متجدّدة.. ما إن يقع طرْفُكَ على أحد أعمالها حتى تُدرك أنّ بصمات ريشتها تعانق تلك اللوحة التي أتقنت تفاصيلها بعنايةٍ فائقة، محمّلةً إياها أحاسيسها ومشاعرها وذكرياتها.. مغلّفةً إياها بالخبرة والتجربة والمعرفة الأكاديمية التي صقلت موهبتها وأغنت ذائقتها الفنية.. إنها التشكيلية لينا ديب، التي برعت في استخدام تقنية الغرافيك بكل أنواعه من الحفر والمعدن ومزجت بين الحفر والتصوير، وأتقنت الديكور والتصميم الداخلي، فجمعت مجد الفنّ التشكيلي من جهاتٍ عدّة.
توّجت ثقافتها التشكيلية بالعمل والمثابرة والابتكار والتجديد، مستخدمةً تقنياتٍ متفرّدة مكّنتها من خلق نمطٍ فنيّ خاصّ بها.. وشغَل التراث الأوغاريتي بمفرداته ورموزه حيّزاً هامّاً في مساحاتها اللونية، فصاغته بقالبٍ حداثويّ معاصر، كما أن للمرأة والطبيعة والبيوت العتيقة حصّةٌ وافرةٌ من ضربات ريشتها. تحرص في كلّ معرضٍ جديد لها أو مشاركةٍ جماعية على تطوير تجربتها الفنية وتسخير أدواتها وعناصرها ومدلولاتها الجمالية لصالح الإرتقاء بالذائقة البصرية والتشكيلية.. في الأسطر الآتية نسلّط الضوء على فسحةٍ ملوّنةٍ بتجارب وخبرات التشكيلية لينا ديب.
-بدايةً حدّثتنا عن مهامّها الإدارية والمسؤوليات المهنية الملقاة على عاتقها: أشغل حالياً نائباً لرئيس الاتحاد العام للفنانين التشكيليين السوريين، ونحن بصدد المتابعة بإعادة الفنانين التشكيليين المجمّدة عضويتهم إلى صفوف الاتحاد بعد تسديد الرسوم المالية المترتبة عليهم في المحافظات السورية كافة.
كما نعمل حالياً على تأسيس جمعيات الفنّ التخصصية مثل جمعية النّقاد والباحثين، وجمعية العمارة الداخلية (الديكور) وجمعية التصوير وجمعية الحفر (الغرافيك) وجمعية النّحت، إضافة إلى تنظيم المعارض الفنية المشتركة والفردية في مختلف المحافظات السورية. على الصعيد الشخصي أتابع عملي في بحثي الفني وفي مجال الكتابة، والندوات الحوارية حول الفنّ التشكيلي .
وعن الصعوبات والمتاعب التي يواجهها تشكيليو اليوم في المرحلة الراهنة أجابت: لكل مجال عمل متاعب مختلفة عن الآخر ما بالك في الأعمال الإبداعية؟ فالعمل الفني هو نوع من التحدي على خط الإبداع، والفنان حتى يحقق ما يصبو إليه يجب أن يستمر بالإنتاج والعطاء الفنيين، هذا يعني أنه يتوجب عليه التفرغ كلياً للبحث والابتكار وهنا يجب أن يكون هنالك مؤسسات ترعاه كتسويق لأعماله بشكل عام أو خاص .
وعن الرسالة الفنية والمساهمات الإنسانية التي تنشد تحقيقها قالت: أعمل وزملائي التشكيليين على نشر ثقافة اللوحة حتى تصل إلى المتلقي بسلاسة ويتمكن من قراءتها والإحساس بها لأنها في النهاية تعبّر عن فكرة أو قضية أو هي حالة لونية أو زخرفية، تبثّ روح الفرح والطمأنينة والأمان. كما قمت وزميلاتي (فنانات أوغاريت) في المشاركة مع الجمعيات الأهلية في العديد من المحافظات بإنتاج أعمال مشتركة وعرضها على الجمهور، وسبق لحضرتك أن قمتِ بالتغطية الإعلامية لأحد نشاطاتنا التشاركية. وبالإجمال هذه النشاطات المتعددة لها دور هام في رفد الحركة التشكيلية وإغنائها.
وبخصوص رحلة اللوحة الفنية وخطوات إنجازها تابعت التشكيلية لينا ديب قائلةً: اللوحة الفنية كرؤية تحليلية هي إنتاج إبداعي يعبّر عن حالة أو حركة، تبدأ من عناق الخطوط المتداخلة ضمن المساحات اللونية المختلفة لتصل إلى المتلقي كحالة تبعث على الفرح وتنقله إلى عالم يحلم به ويتوق إليه. بالنسبة لي عندما أبدأ العمل على المساحة البيضاء، يبدأ العقل والعاطفة بالعمل معاً وتبدأ الأشكال بالظهور ثم تتماهى في اللوحة مع المساحات اللونية .
وختمت بالتنويه إلى الدور المناط تحقيقه بصالات العرض التشكيلية، وأنها يجب أن تكون أكثر فاعلية في الدعاية للمعرض مسبقاً ثم في دعوة المهتمين والمتابعين والمقتنين، وتكون قادرة في الوقت ذاته على الإقتناء من الفنان وتسويق أعماله.
ريم جبيلي