الوحدة: 21-9-2021
تنبع أهمية الترجمة من نقل المعلومات والأفكار بين الحضارات، والترجمة عملية يتم بها التبادل العلمي بين البلدان..
في هذا السياق، التقينا الأستاذ المترجم أحمد الإبراهيم ليحدثنا عن تفاصيل عمله في الترجمة.
– الأستاذ المترجم أحمد الإبراهيم في سطور؟
مواليد حماة، سلحب عام 1964، إجازة في علم النفس من كلية التربية جامعة دمشق ودبلوم تأهيل تربوي من جامعة البعث.
رئيس القسم التركي في التلفزيون العربي السوري، محلل سياسي متخصص في الشأن التركي، بدأت الترجمة عام 1999 من اللغة التركية إلى العربية بكتاب (بين الراكب والماشي) للكاتب التركي الساخر عزيز نيسين.
– عملت مترجماً من اللغة التركية للعربية والعكس.. ماذا عن عملك كمترجم وأين مستقبل الترجمة حالياً للتركي وخاصة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد؟
على الرغم من الحدود المشتركة بين بلدنا وتركيا وعلى الرغم من أننا عشنا تحت حكم إمبراطوريتين العباسية والعثمانية إلاّ أننا كشعبين لا نعرف الشيء الكثير عن بعضنا البعض، وجلّ ما نعرفه هو من ترتيب المستشرقين الغربيين، ولهذا السبب أجد ثمة أهمية كبيرة للترجمة بين اللغتين من أجل التعريف بالشعبين، ناهيك عن أهمية الترجمة بغية الاطلاع على سياسات الحكومات التركية المتعاقبة خاصة وأنّ تركيا كنظام سياسي هي مخفر متقدم للإمبريالية العالمية ضد دول الشرق الأوسط. ومن هنا تنبع أهمية الترجمة، فهي جسر للتعارف بين الشعبين من جهة وتعريف بسياسات تركيا من جهة أخرى، ولا يخفى على أحد أهمية الترجمة في نهضة أية أمة، فنحن نعرف أنّ الخطوة الأولى في نهضة العرب كانت بافتتاح دار الحكمة في العهد العباسي والبدء بترجمة الفلسفة من اليوناني والسرياني إلى العربية، وكذلك الأمر كانت الترجمة من العربية أول خطوات النهضة الأوروبية.
ولكن الأهم في هذا الأمر هو مأسسة الترجمة، أي يجب على المؤسسات الثقافية وضع خطط في هذا الشأن، وقد خطت الهيئة السورية للكتاب في هذا المجال منذ سنتين بوضع المشروع الوطني للترجمة، حيث يُطلب من خبراء كل لغة ترشيح عدد ليس قليلاً من الكتب بغية ترجمتها من كافة اللغات إلى العربية.
أما بالنسبة لمستقبل الترجمة فأستطيع الادعاء أنه لدينا في سورية عدد من المترجمين القادرين على نقل الثقافة العالمية إلى العربية ولكن انخفاض أجور الترجمة إلى حدود مخجلة هو الذي يمنع المترجمين من القيام بهذه المهمة، لهذا السبب أرجو ألاّ يكون مستقبل الترجمة قاتماً
– ترجمت مسلسلات تركية إلى العربية ماذا عنها؟
قمنا بالتعاون مع المترجمين الصديقين غزال يشيل أوغلو وسليمان شحود أوغلو بترجمة أول مسلسل تركي إلى العربية (إكليل الورد) وكان هدفنا من ذلك هو التعريف بالحياة الاجتماعية في تركيا، ترجمت بعده حوالي ست مسلسلات بالإضافة لعدد كبير من البرامج.
– أنت عضو اتحاد الكتاب العرب ماذا عن مؤلفاتك؟
أنا عضو في اتحاد الكتاب العرب وأمين سر جمعية الترجمة في الاتحاد، ترجمتُ حتى اليوم ما يزيد عن أربعين كتاباً (أدب وسياسة وعلم نفس وتصوّف)، أكتب الشعر ولي ديوانان شعريان (بين هذا القبر الواسع تحت هذه السماء الضيقة) و(شمسُ حبيبي لا تغيب).
أعمل الآن على كتابة تاريخ الأتراك على ستة أجزاء، صدر الجزء الأول منهم بعنوان (تاريخ الأتراك من الإمبراطورية إلى الجمهورية).
– مشاركاتك في المؤتمرات والندوات ماذا عنها؟
نمط الحرب الكونية على بلدنا الحبيب سوريا تطلّبت من كل مواطن سوري أن يكون جندياً حسب اختصاصه، ضمن هذا الإطار كان لي بالتعاون مع الأصدقاء الأتراك من الجبهة الشعبية الثورية والصديقة هنادي إبراهيم من سورية والصديق إدريس هاني من المغرب شرف تأسيس (الجبهة العالمية لمناهضة الإمبريالية) التي تضم اليوم منظمات من حوالي 22 دولة بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية، ونشارك كل عام بمؤتمرات الجبهة، وكذلك كان لي شرف مرافقة الوفود العمالية التركية المساندة لبلدنا، بالإضافة للمؤتمرات الأدبية والنقاشات مع الأدباء الأتراك.
كلمة أخيرة
كما نعلم الترجمة جسر هام بين الأمم، ولا يمكن التواصل من دونها، وكما يقول أحد الكتاب: (الكتاب يكتبون أدباً قومياً، والمترجمون يحوّلونه إلى أدب عالمي) فنحن وبفضل المترجمين نعرف تولستوي وديستوفيسكس وسارتر وعزيز نيسن وناظم حكمت وغيرهم، لهذا السبب أرجو أن تهتم مؤسسات الدولة بالترجمة وأن ترفع أجور الترجمة كي تكون عامل جذب لكافة المترجمين كي يقوموا بمهامهم على أفضل وجه.
نرجس وطفة