تظاهرة الفن التشكيلي في صحيفة الوحدة (11) الفنانة المحامية فاتن عباس: الفنان مرآة لمكنونه الداخلي.. إنسان غاص في نفسه..
الوحدة 19-9-2021
جمعت بين الفن والمحاماة، جبلت روحها ما بين الفن التشكيلي وحبها للفن، هي المحامية والفنانة التشكيلية فاتن بركات عباس – مديرة مركز شمس للفنون..
لماذا (شمس)؟
هو الحلم الذي أصبح حقيقة.. أسميته (شمس)… تيمناً بالشروق الدائم وهدفي الأول منه أن يكون الفن ثقافة لدى كل إنسان مثله مثل أي ثقافة أخرى وهدف المركز الأساسي هو احتضان أكبر شريحة من كل الفئات العمرية ومساعدتهم لتحقيق حلمهم في أن يكونوا ضمن عالم الفن الذي يرغبون به..
– إحساسك بالفن متى بدأ؟
الفنان مرآة لمكنونه الداخلي.. إنسان غاص في نفسه.. تجول بين ثناياها إلى أن ولِد من جديد.
– تأثرك بأحد من الفنانين ومتى كانت أول لوحة؟
إحساسي بالغربة، بالعزلة، بالتفرد، بدأ مبكراً جداً، قبل إحساسي بالفن… يبدو أن كل من يهوى الفن عليه أن يختبر تلك المشاعر مبكراً…
– تنوعت لوحاتك على ماذا اعتمدت وما هي الألوان التي استخدمتها؟
لم أتأثر بفنان بعينه بقدر تأثري بكل عمل فني جميل أياً كان خالقه.. أول لوحة لي من خلالها اكتشفت أنني أمتلك ما لا يمتلكه أقراني كان بعمر السادسة حين رسمت وجه شخص مقرّب لي.. الملاحظة والتجربة واكتشاف كل ما هو جديد هم شعاري في كل ما أخطيه.. حاولت أن أرسم الجمال أينما رأيته سواء بالطبيعة أو الوجوه، تجولت كثيراً في عالم السواد حتى أتقنته… ثم انتقلت إلى عالم الألوان بكل خاماته الجافة والمائية والزيتية.
– إلى أي مدرسة في الفن تنتمين؟
الانتماء مفهوم سام بمضمونه إلى أن يصبح قيداً.. ومن يحب الفن يكره القيود، يعشق الحرية.. لذا أنا لا أنتمي إلا لما يجذب عيني وتهواه روحي.. أهوى الواقعية جداً.. وفي نفس الوقت أسعى لأن أجرب كل الأنماط في الرسم وأتحسس كل الخامات…
– تنوعت معارضك ولك مشاركات عدة ماذا عن ذلك؟
* أقمت ثلاثة معارض فردية ومنها مشتركة… أقمت ملتقى في الهواء الطلق هذا العام باسم أبناء الشمس، شارك فيه طلابي الأعزاء بلوحات للشهداء كعربون شكر لأسرهم…
– الفن والحرب هل كان للوحاتك رابط بينهما؟
الرابط الوحيد كان استخدام الفن كملجأ لأرواحٍ أنهكتها الحرب.. لم ولن أجسد الحرب في لوحاتي.. أرشفة الحروب وتوثيقها لها مختصوها… وسترسم الحرب بيد المنتصر في النهاية.
– كيف ترين الفن في زمن الحرب وهل هناك إقبال على شراء اللوحات وخاصة في الأزمة الاقتصادية التي تمر بها بلدنا الحبيب؟
للأسف الفن سلعة رخيصة بعيون الأكثرية إلى هذه اللحظة.. لذلك أنا دائمة السعي لنشر الثقافة الفنية على مستوى منطقتي. أسعى وأحاول جاهدة أن أحتوي كل المواهب الصاعدة والسير معهم خطوة بخطوة إلى أن أوصلهم إلى مبتغاهم وأضعهم على أول الطريق.. بالنسبة لشراء اللوحات، لها متذوقوها القلائل ..وما تبقى من الناس كلنا معذورون (لقمة العيش باتت سقيمة)
وما دور الفن في هذه الأزمة؟
الفن كما قلت لك هو الملجأ أو ربما أصبح وطناً.. لأن زمن الحرب جعلنا نعيش بالمنفى ضمن أوطاننا.
– هل استطعت كفنانة تشكيلية أن تراكمي أعمالاُ فنية لها بصمات خاصة بك؟
أتمنى أن أكون قد وصلت للمستوى الذي يتيح لي أن أترك بصمة خاصة لي في الفن.
نرجس وطفة