ورشات البناء… إزعاجات لا يضبطها وقت

الوحدة : 18-9-2021

الضوضاء من ورشات البناء هي أخطر أنواع التلوث البيئي على صحة الإنسان وأكثرها انتشاراً، ولكن في وقتنا الحالي كثيراً ما تهمل ويستهان بأضرارها، إذ أنها تعتبر خليطاً من أصوات ذات استمرارية غير مرغوب بها.

وفي السياق وردت إلى جريدة الوحدة شكوى مفادها بأنه لا يوجد ضوابط للتقيد بعمل ورشات البناء (بلاط، تلبيس حجر… الخ) من قبل القائمين عليها إذ أنه من الصباح الباكر يقوم عمال وأصحاب الورشات بالعمل وإصدار أصوات مرتفعة ناتجة عن المولدات الكهربائية والآلات، التي من شأنها أن تصدر إزعاجاً، وكما أفادوا بأنه قد تحدث مشاجرات ومجادلات حول ذلك من الجوار، وغالباً ما تؤدي إلى شكاوى للجهات المعنية لوضع حد لتلك الإزعاجات، حيث أن هناك ورشات كثيرة لا تلتزم بمعايير العمل بسبب وجود حجج لا مبرر لها، وهناك مصادر متعددة من الضوضاء والأصوات المرتفعة كالمولدات الكهربائية التي لا يوجد كواتم صوت لها.

ونحن بدورنا قصدنا أحد الأبنية التي يتم تشييدها حديثاً فسألنا أهالي الأبنية المجاورة لها عن الإزعاجات التي تتسبب بها هذه الورشات فقالوا: أصبح الضجيج بأنواعه مشكلة صاحبَته سلبيات متعددة فهو ضار من الناحية النفسية والصحية ولكن ليس باليد حيلة لأن أصحاب تلك الشقق ملتزمون باستكمال منازلهم للسكن، ونحن من الناحية الإنسانية نلتزم الصمت حيال ذلك، لكن هناك عوامل كثيرة من شأنها أن تساعد على تخفيف الأصوات المرتفعة من خلال التقيد بالعمل الصباحي والمسائي والقيام بالأعمال وفق جدول زمني، والابتعاد عن استخدام الكمبراصورات ذات الأصوات المرتفعة، علماً أن هناك الكثير من الناس ليس لديهم القدرة على تحمل تلك الأصوات.

وعن الإجراءات والتعليمات لتقيد ورشات البناء بالعمل حدثنا المهندس فداء غريب رئيس دائرة الرقابة والسياسات في مديرية المهن والشؤون الصحية بمجلس مدينة اللاذقية: لا يجوز لأي شخص أن يزاول مهنة أو افتتاح محل أو إشادة بناء دون ترخيص، وعقوبة مزاولة نشاط من دون ترخيص يشمّع ويحال إلى القضاء وفقاً لأحكام المرسوم رقم ٤ لعام ٢٠١٢

وحول سؤالنا عن عمل ورشات البناء ضمن الأحياء والمناطق قال:  هناك ساعات عمل محددة وفقاً للتعليمات والشروط والإجراءات المتخذة حيال ذلك، كما لا يسمح لأي ورشة بالعمل إلا بوجود عقود عمل ما بين صاحب البناء وتلك الورشات، كما نستقبل كافة الشكاوى المتعلقة بذلك والتي من شأنها أن تصدر إزعاجاً للجوار، علماً أن هناك مدة زمنية محددة لكل مهنة من المهن التي تقوم بالعمل في البناء ينصها العقد المبرم ما بينهما، وعند وجود خلافات ومشاجرات لا يمكن البت في هذا الموضوع وإنما يقع ذلك على عاتق الجهات المعنية بالنيابة العامة ووحدات الشرطة، أما إذا كانت ورشات البناء مرخصة نقوم بدراسة مدى صلاحية الترخيص والتنظيم، مع مراعاة كافة الإجراءات والظروف التي من شأنها الحد من الإزعاجات والضجيج وذلك من خلال تركيب المناخل (الغربول) فهي تخفف من الغبار والضجيج، علماً أن دائرة البناء هي الجهة المخولة والتي تقوم بالبت فيما إذا كانت تلك الورشات على مختلف أنواعها وأشكالها مرخصة أو غير مرخصة، أما بالنسبة للضجيج والإزعاجات الصادرة عن عمل المولدات الكهربائية ضمن تلك الورشات تقوم البلدية بمصادرة المولدة إذا لم تكن مرخصة، وإذا كانت مرخصة يشترط وضع كاتم صوت لها.

بثينة منى

تصوير هشام مرزوق

تصفح المزيد..
آخر الأخبار