الوحدة : 18-9-2021
طالبنا عدد من المزارعين مالكي السيارات الزراعية أو من يضطرون بحكم عملهم للاستعانة بها بشكل يومي لنقل محاصيلهم أو لاستخدامات أخرى بالإشارة إلى معاناتهم اليومية المتكررة عبر منبر الوحدة نتيجة عدم تقديم دعم حقيقي لهذه السيارات وتعبئتها بمازوت مدعوم أسوة بالسرافيس أو السيارات التي تعمل على البنزين وهذا ما ينعكس بشكل سلبي على آلية عملهم وعلى أسعار المواد الزراعية والخضار والفواكه وكافة ما يتم نقله بهذه السيارات وأيضاً هذا ما يدفع ثمنه عالياً المواطن المستهلك والمزارع المنتج وأيضاً مالكو هذه السيارات الذين يشعرون بالإجحاف بحقهم وتعرضهم الدائم للاستغلال.
الوحدة التقت بعضاً من مالكي هذه السيارات واستمعت إلى همومهم…
– السيد يقظان نوفل قال: عشرات المرات نادينا بعالي الصوت ليسمعوا كلامنا ويعالجوا أوجاعنا، فمشكلتنا ليست مستحيلة الحل ويستطيعون حلها لو أرادوا، حيث البيك آبات الزراعية والخاصة التي تنقل أرزاق المزارعين من بساتينهم إلى سوق الهال أو يخدمون محلات الخضرة والسمانة محرومون من تعبئة سياراتهم بمخصصات مدعومة بشكل دوري وبظروف مقبولة كما الآخرين، حيث يخصصون لنا كل عشرة أيام 40 لتراً لانعرف كيف ومتى ولا أين نعبئها، وإذا ضحك الحظ لنا واستطعنا الوصول إلى دور لتعبئتها لا يعبئون إلا جزءاً منها وهي لا تفي بجزء يسير يسير من عملنا ولذلك نضطر لأن ننتظر أن يعبئ السرفيس مخصصاته ونشتريها منه بأسعار مضاعفة وهكذا يتأذى المزارع الذي سيدفع أضعاف مضاعفة أجرة نقل محصوله وصاحب البيك آب الذي سيقل عمله نتيجة الغلاء رغم أنه مصدر دخله ودخل عائلته الوحيد إضافة للمواطن الذي سيبقى مرمياً على الطرقات لأن السرافيس باعت مخصصاتها بربح فائق بلا أي تعب.
– السيد عمار أيضاً صاحب شاحنة صغيرة ويعمل في نقل مواد البناء وأكد على نفس المعاناة حيث أن مخصصاته في أحسن مستوياتها 40 لتراً كل عشرة أيام وهي لا تكفي لعمل يومين مما يضطره لشراء المازوت من أصحاب السرافيس بأعلى الأسعار، ويتساءل لما لا يوفرون لهذه الشاحنات والسيارات الزراعية مخصصات بنسبة مدعومة مثل السرافيس رغم أنها عماد أسواق الهال والمحال التجارية ومواد البناء ولنقل المحاصيل الزراعية، ألا يرون أن هذه الأعمال مهمة وتستحق أن يتوفر لها المازوت بشكل كافي بدل شرائه حراً بأعلى الأسعار وأخذ الأجرة مضاعفة من التاجر والفلاح والمواطن الذي يضطر لنقل أي شيء… كل هذا أولاً وأخيراً ينعكس على المواطن بشكل سلبي لأنه من سيدفع هذا الفارق ويتحمل هذا العبء.
– العم أبو غدير أكد أيضاً أن مرحلة التعب والتعتير لأصحاب السيارات الزراعية والخاصة في حال علموا أنه يوجد مازوت بإحدى الكازيات وكيف يتسابقون للحصول على دور عليها وربما يمتد انتظارهم ليومين متتاليين ليقول لهم صاحب الكازية في أحيان كثيرة انتهى المازوت فيعودون خائبين حانقين من هذه الظروف التي جعلتهم يستجدون أصحاب السرافيس لشراء بيدون المازوت منهم بخمسين ألف ليرة، وتساءل لما لا يحددون لنا كازية معينة ويبعثون الرسائل بمخصصاتنا على هواتفنا أسوة بالسيارات العاملة على البنزين، لماذا الاستهانة بعمل هذه السيارات والتقليل من شأنها في خدمة الناس، وبسبب عدم تخصيصها بمخصصات مدعومة تكفي الحاجة ارتفعت أسعار الخضار والفواكه على سبيل المثال عدة أضعاف بسبب ارتفاع أسعار النقل، من حدد أن 40 لتراً تكفي السيارة لمدة عشرة أيام هذا في حال أعطونا الكمية كاملة لأننا إذا ضحك الحظ لنا وحصلنا على دور لا نأخذ إلا جزءاً منها، الحل الأفضل والذي يحفظ كرامة الجميع أن يحددوا لنا كازية معينة ضمن منطقتنا وأن نتعامل معاملة السيارات الأخرى بالحصول على مخصصاتنا وفق نظام الرسائل على الهواتف مع زيادة المخصصات بالسعر المدعوم لأن ال4 لترات في اليوم لا تقدم ولا تؤخر لسيارة تعمل طوال النهار وتعيل أسرة كاملة لا يوجد فيها أي راتب.
– السيد علي قال: من كثر ما هدرت كرامتنا وكثر استجداؤنا للحصول على المازوت حيث كنا ننام على الكازيات للحصول على البعض منه ولا نحصل إلا بالواسطة والمشاكل أوقفت السيارة وركنتها خلف البيت خاصة إنها تعطلت بعد أن وضعت بها مازوت تدفئة مما سبب فيها أعطال كبيرة تفوق قدرتي على الإصلاح، ووجدت أن أي عمل آخر يتوفر لي مهما كان متعبا أفضل من وجع الرأس والعمل على السيارة.
وأخيراً نتساءل نحن أيضا ونضع سؤالنا واسئلة أصحاب السيارات برسم المعنيين في التخطيط لتسيير أعمال الناس في بلدنا : ما المشكلة اذا تم تنظيم آلية عمل هذه السيارات الضرورية جداً للعمل في كل الريف وحتى في المدينة وفق دور محدد ورسائل تحدد هذا الدور وتنهي معاناة العاملين في هذا المجال وتساهم أيضاً في حل أزمة السير وإعادة وضع السرافيس إلى عملها المعتاد بدل بيع مخصصاتهم سراً أو علناً لأصحاب هذه الشاحنات الزراعية والخاصة.
سناء ديب