الوحدة 17-9-2021
إن للإذاعة دوراً له خصوصيته في حياة أي إنسان لكن قد يكون لها الدور الأهم والأكبر في حياة الأديب والمبدع بصورة خاصة ولهذا توقفنا مع الروائية والشاعرة مجد حبيب كي تروي لنا شيئاً عن رأيها بهذه الوسيلة الإعلامية إذ تقول:
كانت ولا تزال وسائل الإعلام المسموعة الأكثر تأثيراً على النفوس، وهي من أقوى وسائل الاتصال الجماهيري، حيث تصل إلى الفئات العمرية، ومختلف شرائح المجتمع، وتمتاز عن غيرها من الوسائل الأخرى بأنها لا تُقيد الإنسان في مكان محدد، ولا تحدّ من حريته، فمن السهل ملازمتها في المنزل، أو خارجه.
وعن قيمة الإذاعة وأهميتها تضيف:
وعلى مرّ الزمن، و تدفق التكنولوجيا، وتطوير وسائل مرئية بدءاً من التلفاز وصولاً إلى الإنترنت بمواقعه الكثيرة المتنوعة، إلا أن مكانة الإذاعة لم تفقد قيمتها وأهميتها، بالرغم من استحواذ التكنولوجيا واستيلائها على عقول الشباب المعاصر الذين نجد أغلبهم يفتقدون عنصر الارتباط الوثيق ما بين المؤثرات الصوتية والمستقبلات الشعورية، هذا الارتباط نشأ مع الأجيال السابقة بفضل النماء السمعي، والالتحام العاطفي بحيث تولدت حالة شعورية ما بين أصوات المذيعين ومقدمي البرامج، وأحاسيس الناس دون أن يكون هناك أي تدخل للرؤية بذلك.
وعن العلاقة الحميمية بين الإذاعة وشرائح المجتمع تتابع:
فترى الفلاح في أرضه تمتزج بأنفاسه رائحة التراب تضامناً مع عناق صوت المذياع المعلق بغصن الشجرة، وهذا السائق مستقبل صباحاته بأغانٍ لفيروز تجعل التفاؤل يشع من قسماته، وعمال المصانع والمعامل الذين يواكبون أخبار العالم من ذاك الجهاز الصغير الذي يبث كافة البرامج التعليمية والإخبارية والترفيهية، كل تلك الحالات الشعورية أعطت حميمية من نوع خاص نحو الإذاعة وجهاز الراديو، إضافة إلى أنها الأقوى في نشر الثقافة والفن، فهي تأخذ دور الصحف والمجلات للفئات الأمية والعجائز، مما أتاح للجميع نيل حظٍ كبيرٍ من المعطيات الفكرية والأخبار الفنية والاجتماعية والسياسية.
وعن قوة الإذاعة في قدرتها التأثيرية تقول:
ولا ننسى ما للإذاعة من أهمية في تغيير الاتجاهات وتنمية التوجهات بما تمتلكه من قوة تأثير، عدا عن ذلك فيما يتعلق بالإعلانات الترويجية لتسويق المنتجات، وهي بمثابة دافع لرفع المعنويات في الحروب عندما تبث بعض الأغاني الوطنية الحماسية، فقلما نجد جندياً مفارقاً لجهاز الراديو الذي يعتبره كأهم أساسيات وجوده، ويجب ألا ننكر أهمية الوسائل الأخرى التي وسعت المدارك والآفاق، وزادت في التطور المعرفي والفكري، إلا أنها لا توقظ فينا الحنين والشعور كما يوقظهما المذياع.
د. رفيف هلال