الإذاعة بين الماضي والحاضر مع الباحث والأديب

الوحدة : 16-9-2021

لأنه بحاجة أن يعرف ويعي ويسمع ويتعلم ويعرف كونه المحيط به، كان ومازال هذا الإنسان ومنذ ولادته في بحث دؤوب عما يجري حوله، صاغ وسائل تواصل حسب مقدرات عصوره وتطورت وسائل اتصاله بتطور علومه وأدواته.
الإذاعة هي وسيلة اتصال وإعلام مسموعة ظهر أول بث إذاعي لها عام ١٩٠٦، حيث تعتمد على الموجات الكهرومغناطيسية المحملة بالموجات الصوتية، وتفوقت في النصف الأول من القرن العشرين، لكن لظهور الصورة في السينما والتلفزيون قد سحبا البساط من انتشارها، ولكن ومع ظهور النت وهذا المد الهائل للتكنولوجيا بكل بواباته الالكترونية، عاد ظهور الإذاعة لما لها من دور هام ، وخاصة أن الصورة تحتاج إلى تفرغ تام لها بينما الإذاعة هي الرفيق الهادئ المتنقل جنب كل مجلس دون أن تسرق الوقت أو تشغلنا معها، هي الرفيق الرقيق في كل وقت نختاره.
لدور الإذاعة وأهميتها من وسائل التواصل الاجتماعي، كان لجريدة الوحدة محطة هامة حول دور الإذاعة وأهميتها وجماهيريتها مع العاملين سواء في المجال الإذاعي أو في كل المجالات، ونحن هنا نقف مع الباحث والأديب حيدر نعيسة والذي عمل ومازال لسنوات طويلة مع الإذاعة والتلفزيون عبر برامج عديدة، وعاصر المراحل التي مرّت على الإذاعة عبر هذه السنوات الماضية، عن دور الإذاعة والتباين الزمني لتواجدها قال لنا: كانت الإذاعة وبقيت وستبقى في المقدمة من وسائل الإعلام ، فهي الإعلام المسموع كله، لم يتراجع دورها كثيراً أسوة بالوسائل الأخرى التي كادت أن تزول، فقد تقدم التلفزيون على حساب تراجع المسرح وأقدم الإعلام الإلكتروني على حساب تراجع الإعلام الورقي، وغدت وسائل التواصل الاجتماعي طاغية تجعل من كل صاحب صفحة فيسبوك رئيس تحرير وتجعل من كل صفحة جريدة أو مجلة، رغم هذا وذاك ومع كل ما جرى من تغير وتبدل بقيت الإذاعة أم الإعلام ، ليس بمقدور الفلاح في أرضه والعامل خلف آلته والسائق خلف مقوده أو سواه أن يتابع نشره أخبار متلفزة أو يقرأ افتتاحية جريدة ولكن بإمكانه ان يستمع إلى الراديو على مدار الساعة، إنها رفيقة الجميع أسوة بالكتاب ينام مع القارئ ويستيقظ معه ليسمع سياسة واقتصاد ومجتمعاً، علماً ومعرفة غناء وأدباً وخدمات وكل شيء، إنها الإذاعة وسيلة المعرفة عبر الأذن، وحاسة السمع أعلى الحواس وقد قدمها الله سبحانه وتعالى على الحواس والنعم الأخرى، وهي تعويض عن القراءة أو تأتي كبديل عنها، فأن تسمع يعني أن تقرأ في العقول، وقديماً طالما كانوا يقولون: لقد سمع فلان عبر فلان وسمع هذا عن ذاك وهكذا.

حيدر نعيسة
سلمى حلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار