تظاهرة الفن التشكيلي في صحيفة الوحدة (7) مبادرة ( لقاءات ملونة )… مساحات من الود والتفاعل لتوثيق رسائل جمالية

الوحدة:14-9-2021

الفنانة التشكيلية عدوية ديوب، سنوات طويلة من العطاء والاهتمام بتفاصيل الجمال في محيطها وخاصة عالم الأطفال حولها، لتعكسها إحساساً يحمل رائحة البنفسج في عملها الإبداعي وتجسدها في لوحاتها من خلال ريشتها التي تتعدى كونها أداة للتلوين، إلى أداة تعكس حماسها لنقل تجربتها وخبرتها المتكاملة فناً وتعاملاً ورعاية لكل ما من شأنه تقديم الأفضل والأجمل في الفن عامة وعالم الأطفال بشكل خاص .. وهي بذلك تسعى لتنهض بدورها في الارتقاء بالمستوى الجمالي والذائقة الفنية في مجتمعنا.
في حديث معها لـ (الوحدة) حول تجربتها الفنية والتحديات التي يواجهها الفنان التشكيلي وكذلك حول مهامها الخلاقة في إدارة المكان الذي يحتضن ويحتوي الطفولة وأحاسيسها وإبداعاتها وعن بدايتها في مبادرتها الجديدة (لقاءات ملونة) أفادتنا الفنانة ديوب بالإجابات الآتية:
– ماذا عن مبادرة (لقاءات ملونة) هدفها والأجواء الإيجابية التي تترافق معها؟
بعد لقمة العيش وإرادة الحياة كما وكل الزملاء من خلال لوحتي وعملي الفني اليومي جديدي اليوم هو لقاءات ملونة وهي مبادرة فنية تدعو للرسم معاً في مراسم الفنانين التشكيليين وفي الساحات والأماكن العامة بمختلف التقنيات الحديث منها والقديم على أن يحمل الفنان المدعو عدته الفنية للرسم ونحن حالياً في اللقاء الملون الرابع حيث تم مؤخراً في مدينة طرطوس القديمة. الهدف منها هو خلق مساحات من الود والتفاعل بين الفنانين وتقليل حالة الجفاء فيما بينهم باللقاءات المتكررة وفيما بينهم وبين الجمهور من خلال الرسم المباشر أمامهم. وكذلك استخلاص رسائل توثيقية وجمالية للبنية الجغرافية والتراثية والحياتية المحيطة بنا بما يحترم ويقدر خصوصيتها وتفردها، وأيضاً تفعيل النشاط الفني وأساليبه وتقنياته المتنوعة بما يسمح بتلاقح الخبرات والتجارب الفنية بين الزملاء التشكيليين وانصهار الحديث منها بتجارب أهل الكار والعكس صحيح .
أما شروط المشاركة: الشغف بالعمل الجماعي والرسم أمام الآخرين بالإضافة إلى احترام القدرات الفنية لمختلف المشاركين والرغبة بتطوير المبادرة والزيادة عليها من خلال العمل على تحديث الأفكار والحوارات.
– ما التحديات التي تواجه كل فنان تشكيلي في الظروف الراهنة؟
البحث المنهك عن لقمة العيش وغلاء المواد والمستلزمات الفنية بما لا يسمح بالعمل الفني بل يجهضه في الكثير من الأحيان بسبب عدم توفر إمكانية الشراء مقابل التحديات الأخرى في الحياة والتي تعتبر مرحلياً هي أولوية بالنسبة للفنان .
ضعف وشبه انعدام اللقاءات الفنية من خلال المهرجانات والفعاليات التي تثري تجربة الفنان وتعرض نتاجه للجمهور بما يسمح بتطوير تجربته الذاتية والجمعية، وهنا لابد من المرور على نموذج مؤخراً تم تبنيه من قبل مديرية الثقافة وقدمه مركز الفنون التشكيلية من خلال ورشة عمل بالألوان المائية / باعتبارها تقنية صعبة والتطرق لها ما زال خجولاً وضعيفاً في وسطنا الفني / وقد تبنتها مديرية الثقافة مشكورة ودعمتها بطريقة ملفتة ومشجعة من خلال المواد والمستلزمات النوعية بالإضافة إلى البنية اللوجستية والدعم الإعلامي النوعي ولوحظت نتائجها وبسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال نشر مائيات جيدة ومبشرة لهذة التقنية من قبل العديد من الطلاب وحتى المهتمين من محبي الرسم وكانوا ضيوفاً على الورشة في الكثير من المواضيع (بورتريه لمشاهير أو طبيعة صامتة أو مشاهد حية).
– العزوف الواضح من قبل الزملاء عن المعارض سواء في الصالات الخاصة أو العامة وبالتالي غياب دورها وذلك بغياب العائد المادي والاجتماعي وحتى الترويجي بما يسهم بدعم الفنان وتسويق عمله .
– غياب الفعاليات التطبيقية والحرفية التراثية والشعبية والتي تسهم بإنعاش الواقع الفني وتضمينه خصوصية وملامسة محلية ووجدانية عالية وهنا عتبنا شديد على النقابة ودورها المفقود في تحسين واقع الفن التشكيلي وهي المعنية رسمياً بهذا الملف ودعمه بشتى السبل من خلال النشاطات والفعاليات أو اللقاءات والحوارات الفنية .
غياب دعم وتشجيع المؤسسة الرسمية والأهلية للعمل الفني وذلك برفض الاقتناء أو الشراء بما يسمح ويكرّس اهتماماً عاماً وثقافة مجتمعية تحترم وتقدر جهود الفنانين وتدعمها.
– عدم إيلاء الاهتمام المطلوب والضروري بمادة التربية الفنية في مدارسنا وفي معاهدنا واعتبارها حصة فراغ في أغلب الأحيان مما يفقدها أهميتها وقيمتها المعرفية والعلمية والجمالية والمجتمعية.
الجدير بالذكر أن للفنانة عدوية ديوب بصمات واضحة في مجتمع الأطفال وبين ثنايا العمل التنموي والمجتمعي والتطوعي في سورية من خلال منصبها كمديرة لمكتبة الأطفال العمومية كأول مشروع مكتبة تفاعلي موجه للأطفال يعتمد الكتاب والنشاط والعمل التفاعلي والتنموي مع كامل الأسرة وعلى مدى سنوات طويلة…

ريم ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار