الوحدة: 13-9-2021
هناك أسئلة تفرض نفسها وهي: هل الفن هو مرآة المجتمع؟ وحين تقسو الحياة هل يهرب الإنسان إلى الفن أو أنه يبتدع هذا الفن؟ وهل حقاً الإبداع يأتي من رحم المعاناة؟
وبهذه الاستفسارات توجهنا إلى الفنان التشكيلي مهند علاء الدين، كي نرى رأيه ضمن هذا المجال إذ يقول:
الفنان التشكيلي يحمل رسالة سامية بكل أمانة، لنشر ثقافة الفن والحب والفرح والجمال والسلام، يحملها بتصميم ليعبّر عن ارتباطه بأرضه وإنسانيته، وعن تلازم إنتاجه الفني ورسالته مع من يحيط به، لهذا لن تفلح أي من العقبات من النيل من رسالته، لا بل تزيده تصميماً من أجل إبراز دوره في مختلف النواحي، على أن يكون مميزاً في نضاله الفني التشكيلي، ويكون المثل الأعلى في الحركة الفنية المعاصرة.
ثم يتابع قائلاً:
وهناك عقبات بلا شك تواجه أي فنان تشكيلي في إنتاجه الفني، اومنها: عدم الوعي الجمعي الكافي في مجتمعنا العربي لهذا الفن، أو عدم قراءة هذا الفن قراءة جيدة من قبل مختلف المستويات الثقافية عموماً، وهذا سيفسح المجال لخلق تشوهات مقصودة أو غير مقصودة ضمن الأعمال الفنية، وغني عن القول إن أوروبا حافلة بالنماذج الفنية التي كان للفن التشكيلي فيها الدور الأكبر في الوعي الجمعي.
ولنضيق دائرة التحديد ونتكلم عن وطننا سوريا، وما يعانيه الفنان التشكيلي فيها، فبدلاً من أن يعكس الفنان جماليات المسلمات الأساسية نجده يعاني من تهميشه بشكل رسمي وإبعاده وإزالة ارتباطه العميق بتطوير نظرة المجتمع، وذلك بعدم تفعيل دور صالات الفنون عموماً، وعدم قيامها باقتناء إلا ما ندر من أعماله لتشجيعه، هذا بالإضافة إلى عدم دعمه من قبل الاتحادات، والصعوبات في تأمين خاماته الأولية من ألوان ومواد مختلفة للفنون، وتهميش دور النقد البنّاء للعمل الفني في الحركة التشكيلية السورية.
وأخيراً يضيف:
وفي الختام.. الفن التشكيلي وسيلة اجتماعية لجأ إليها الفنان ليعكس من خلال إنتاجه الفكر والحياة كلها…
د. رفيف هلال