الوحدة : 11-9-2021
هنا على مقربة من طريق عام دريكيش- صافيتا، تحديداً بجانب الجسر المشهور (جسر البياضة)، حيث كان من المقرّر إنشاء محطة معالجة للمياه المالحة خاصة بمنطقة الدريكيش والقرى والمزارع التي تقع على منسوب ذلك المكان، لكن شاءت الظروف المتعدّدة، وتوقّفت تلك الدراسة التي تُبعد شبح التلوّث عن تلك الوديان.. محاولات تغيير موقع المحطة بالاتجاه الغرب لم تُجدِ نفعاً، المسيل المائي الذي يخترق تلك المنطقة اختلطت فيه عدة أنواع من الملوثات تتضمّن الصرف الصحّي وأشكالاً لا تُحصى من القمامة، كما لاقت تلك الفكرة اعتراضات ومناشدات أهلية من القرى المجاورة، بسبب وجود مقامات دينية وتضرّر الحيازات الزراعية التي ستنتج بسبب مخلفات تلك المحطة، علماً أن هذا المشروع المتطور يُعد مطلباً شعبياً للكثير من التجمعات التي تعاني هذه الاضطرابات البيئية الخطيرة، لكن الأمر الأكثر أهمية هو منطقة الجسر وما حوله، فقد تحوّلت إلى بؤرة معقّدة بدأت ملامحها بالظهور، من خلال انتشار القمامة بأشكالها، بالإضافة إلى سوء التعامل مع الأحراش والطفيليات التي تنمو بشكل فوضوي حول ذلك الجسر، وهذا مؤشّر خطير ينذر بظهور مكبّ للقمامة، وهو منطقة ملائمة للحرائق من السهل امتدادها بتلك الأحراش ليكون أصحاب حقول الزيتون والحمضيات هم الخاسر الأكبر جرّاء تلك الكوارث لا قدّر الله، فمن الضروري وبالسرعة القصوى قيام بلدية الدريكيش بتنظيف وتعزيل المنطقة، ليصار إلى منع انتشار الأوبئة والقضاء على مسببات ظهور الحشرات والقوارض المتنوعة، والأكثر أهمية وضع حدّ لجسم الجسر من الأسفل الذي بدأت بعض أجزائه بالانهيار مما ينبئ بحدوث كارثة قد تعزل منطقة الجسر عن السير، وبالتالي خروج طريق عام صافيتا- دريكيش عن الخدمة.
سليمان حسين