الوحدة : 11-9-2021
مشكلة السير والمواصلات التي عجز جميع معنيي محافظتنا الكرام عن حلها وخاصة في الأرياف التي يعاني أهلها يومياً الويلات منها، رغم عدم تأكدنا من محاولاتهم الجادة لإيجاد الحل الذي يرضي الجميع، فهي ليست بالمشكلة المستعصية ولا المستحيلة، ولكنها تعدت كل الحدود خلال الأسبوع المنصرم، ووصل البل إلى ذقون طلبتنا الأعزاء وذويهم الكرام الذين قاموا بمناشدتنا عبر منبر (الوحدة) لطرح مشكلتهم، والعمل على إيصال صوتهم، وإنصافهم، فهم لا يطالبون إلا بأدنى حقوق أبنائهم وهو حق التعلم، ويؤكد الأهالي الكرام في قرى: الدليبات، بلعلين، العرقوب مرور الأسبوع الأول من العام الدراسي دون أن يطرق مدارسهم أي معلم أو معلمة باستثناء المديرين، وربما أحد معاونيهم ممن يقطن في القرية نفسها ولم يأخذ الطلاب أي درس ولم يكتبوا شيئاً وبأنهم يعودون إلى منازلهم كما غادروها صباحاً دون أن يحملوا في جعبتهم أي واجب مدرسي أو أن يتكلفوا بحفظ أي درس، ويؤكد الأهالي أن مرد ذلك إلى عدم تقيد أي سرفيس بالعمل على هذا الخط وإيصال المعلمات إلى مدارسهن إلا طلبات خاصة تكلف الواحدة منهن ضعف راتبها الذي تتقاضاه فيما لو استمر هذا النهج طوال الشهر، ويقول الأهالي يكفي أن قرانا مظلومة ومحرومة من أغلب الخدمات الضرورية والحجة جاهزة دائماً وهي بعد هذه القرى الجبلية عن مراكز المدن فما ذنب أبنائنا أن يذهبوا إلى مدارسهم بكل نشاط وحيوية واشتياق إلى عالم العلم والمعرفة ليرجعوا ممتلئين بالحزن والخيبة منذ بداية العام الدراسي؟
وبالعودة إلى السادة مديري هذه المدارس وبعد التواصل معهم واستبيان حقيقة الوضع أكد الأستاذ مروان صالح مدير مدرسة الشهيد فداء علي أحمد في قرية الدليبات على شكوى الأهالي حيث أنه قام بمفرده بالدوام خلال الأسبوع الإداري والأسبوع الأول من افتتاح المدارس وقام بتوزيع الكتب والبرنامج وكل ما يخص عمله وعندما تواصل مع المعلمات وسؤالهن عن عدم مجيئهن الى المدرسة أكدن له تواجدهن كل يوم بالموعد المحدد في كراجات جبلة ومحاولاتهن المتكررة مع السائقين الذين يتحكمون بخط السير ويرفضون إيصالهن إلا طلبات خاصة حيث أن كل معلمات المدرسة من خارج القرية علما أنه يدرس في مدرسة الدليبات 33 طالب حلقة أولى وتدرسهم ثماني معلمات، كذلك الأمر بالنسبة لمدرسة العرقوب المؤلفة من حلقة أولى وثانية ويدرس فيها نحو 170 طالباً وتدرس بها نحو عشرة معلمات أيضاً من خارج القرية وأيضأ مدرسة بلعلين التي يدرس بها 35 طالباً، وتعلم بها 7 معلمات أيضاً من خارج القرية، فما ذنب هؤلاء الأطفال في بقائهم هكذا بلا دروس، وما ذنب المعلمات اللواتي يتحكم بآلية عملهن سائق سرفيس يتحجج بألف حجة واهية حتى يترك الخط فيما لو أخذ التسعيرة التي يريدها ويضعها بنفسه مع حبة مسك زيادة لأوصل المعلمات والابتسامة تزين محياه طول الطريق سعيداً بهذا النصر الذي حققه والمكسب الذي ربحه غير آبه بأي اعتبارات أخرى.
ونضيف نحن: أين المعنيون في تخديم هذه القرى وكل ريفنا ولماذا تحملون أبناءه فوق طاقاتهم وتتركون أمرهم لأي كان يتحكم بهم وبمصيرهم؟
سناء ديب