الوحدة 10-9-2021
كثيرة هي المسلسلات السورية التي تحدثت عن الأزمة التي مررنا بها خلال العشر سنوات التي مضت، فهل نجحت في إيصال معاناة الشعب أو المواطن السوري للآخر، سواء أكان هذا الآخر في العالم أجمع؟
فهل تركت الدراما السورية أثراً يذكر من خلال تعاطيها درامياً مع معطيات تلك الفترة؟ أم أنها خلقت تفاعلاً لحظياً تلاشى مع انتهائها؟ فيما يأتي بعض الآراء.
– حسين عباس، ممثل: نجحت المسلسلات التي تناولت الأزمة جزئياً في نقل شجزء من الواقع الذي عشناه كسوريين على مدى سنوات، لكن ما عشناه يحتاج إلى عشرات الأجزاء من عشرات المسلسلات والأفلام أيضاً لنقل أدق التفاصيل الحساسة والهامة، هناك الكثير من الأشياء التي لم يتم التطرق لها.
ما نجح من هذه المسلسلات هي تلك التي تناولت منعكسات الحرب الاجتماعية والاقتصادية وتداعياتها على الناس، إذ خلقت الحرب أزمة اجتماعية اقتصادية أخلاقية، أما المسلسلات التي تحدثت عن الأزمة بشكل مباشر كانت سطحية.
ما قدم من أعمال حاولت القيام بدورها إلى حد ما بما توفر من إمكانيات وخاصة في ظل انحسار الإنتاج وغياب الشركات الداعمة والمنتجة.
– مجد أحمد، ممثل:
بالنسبة للمسلسلات التي تناولت الأزمة قليلة هي التي أدت دورها بإبراز واقع الأزمة بتفاصيلها بسبب تناولهم للأزمة وإعادة إنتاج ما حدث على الواقع بطريقة سطحية، والسبب في ذلك عدم النضوج في الرؤيا المراد إيصالها إلى الجمهور الواسع، باستثناءات قليلة التي لامست الواقع واستطاعت أن تبرز الانعكاس الاجتماعي والإنساني وآثاره على الإنسان السوري، وبالتالي كان هناك ابتعاد عن الواقع الذي فيما لو فكرنا في صياغته بقالب درامي لاتُّهِمنا بالمبالغة، إذ حتى تؤدي دورها يجب أن نقترب من المواضيع الإنسانية التي يعاني منها المواطن السوري وهو المطلوب منها.
– غزوان إبراهيم، مصمم إضاءة:
بسبب التحكم من قبل رأس المال بكل تفاصيل الإنتاج من الفكرة الدرامية وحتى بالفنانين، تخلى الكثير من الفنانين عن مسؤولياتهم الوطنية، وهذا ما أثر بشكل مباشر على القيمة الفنية للمنتج الدرامي، الغاية الأساسية من أغلب الأعمال المعروضة هو الربح والتسويق، أكثر من غرض التوثيق لجرح عميق أصاب جميع السوريين. هناك بعض المسلسلات التي تعاطف معها الناس كثيراً، ولكن لم يرقَ ما عرض في أغلبه إلى إيصال صورة شاملة عن حقيقة الوجع.
ركز ما عرض على جوانب محددة في حين تمّ إغفال الكثير مما هو أهم.
أيضاً عدم مشاركة فنانين كبار قلل من قيمة الأعمال المنتجة والسبب ذكرناه. باختصار تراجع مستوى الإنتاج الدرامي خلال الأزمة بشكل ملحوظ من كل النواحي ومنها قيمته الفنية.
مها الشريقي