تظاهرة الفن التشكيلي في صحيفة الوحدة (2) التشكيلي محمد أسعد سموقان: الفنان السوري يرسم الآن لنفسه فقط!

الوحدة: 9-9-2021

 

 

في ظل الظروف التي تتزاحم علينا من كل حدب وصوب، نتساءل كيف يمكن للفنان التشكيلي أن يتكيف مع إبداعه؟

وما هي المصاعب التي تواجهه؟ وماذا يقول عن رسالته التي ينبغي الحفاظ عليها رغم كل المتاعب؟

وحول هذا الموضوع سنستمع إلى الفنان التشكيلي محمد أسعد سموقان، وهو يحدثنا عن ذلك إذ يقول:

الفنان السوري يواجه صعوبات عديدة مأساوية منذ بداية الحرب على سورية، صعوبات في الرسم والعرض ونقل الأعمال وتسويقها، وإن كان الفنان السوري يرسم الآن فهو يرسم لنفسه فقط، ودور المؤسسات الرسمية الثقافية والبلديات هي صفر في هذا الاتجاه للأسف، وبعض المقاهي الثقافية تستغل الفنان استغلالاً جشعاً، الأفق أسود والأمل مفقود، وإذا كان هناك من تطور في الفن السوري فهو فردي وخاص جداً، دون أية مساعدة من أية جهة رسمية، أو خاصة، حيث إن إنتاج اللوحة أصبح صعباً جداً، بسبب الغلاء الفاحش لمواد الرسم، وببساطة الفنان­ السوري فقد أدوات التعبير، التي هي الألوان والريش والقماش الذي يرسم عليه الكل، يستغل الفنان السوري وتقام المعارض بلا هدف، وفي تاريخ اللاذقية لا أذكر أن مسؤولا قد اقتنى عملاً فنياً، هم يشجعون بالكلام فقط من أجل الإعلام!

 

ثم يتابع قائلاً

أنا أرى أن قدرات الفنان تتصعّد إلى أقصاها عند الأزمات، الفنان يمارس طقس النسيان الإيجابي لخلق عالم آخر بعيد عن القتل والدمار، .وإيجاد صيغة لنوع من التوازن بينه وبين العالم الخارجي، المشاهد هي كارثية، ولا أستطيع إلا أن أقول: إننا نسير نحو الدمار بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، صحيح أن التشكيلي السوري يعيش لحظات من التحدي وهو لم ينقطع عن العمل، ولكن الشعب السوري تعرض للخديعة الأكبر في تاريخه، وتآمرت عليه جميع الأطراف، ودفع ثمنا باهظا من دمه واستقراره ووحدة بلاده الجغرافية والوطنية، بحيث يصعب إيجاد حل متوازن في وقت قصير، لأن كل طرف يحاول تحقيق رغباته ومصالحه وآرائه تتناقض مع منافع الأطراف الأخرى.

 

وعن رسالة الفنان التشكيلي يتابع:

أقول: إن الفنان السوري مهما قست عليه الظروف لن يتوقف عن العمل، وهو سيصنع أدواته بنفسه، ولو كان من التراب والأعشاب والفحم والدم، وسيتصدى لهؤلاء الذين وقفوا ضد الجمال والحضارة، فالشعب الذي قدم الأبجدية للعالم يمتلك القدرة على ابتكار أبجديات أخرى تفضح المتآمرين واللصوص والذين حاولوا بكافة الوسائل طمس التراث والحضارة السورية، وإن جعل بعض مراسم الفنانين وبيوتهم صالات عرض، هو رسالة للعالم لمواجهة الخراب الجمالي القاتل للحضارة والحياة.

د. رفيف هلال

تصفح المزيد..
آخر الأخبار