تظاهرة الفن التشكيلي في صحيفة الوحدة (1)التشكيلي حسين صقور رئيس مكتب المعارض والصالات المركزي: الفن التشكيلي بحاجة إلى إيمان به أولاً وجهات داعمة له أيضاً
الوحدة 8-9-2021
هو أول من يتأثر بالأزمات وآخر من يشفى منها، نحن في سورية كبلد يؤمن بأهمية الفن على أنواعه وضرورته كرافعة ثقافية حضارية للبلد، وقد يكون الفرق بيننا وبين الغرب أن الغرب لديه قدرة وديناميكية لتسويق الأعمال، وإلا فالتشكيلي السوري خاصة، والفنان السوري عامة في أغلبيته مبدع ومبتكر، ولكن علينا كتشكيليين سوريين ألا نكون تابعين للغرب، نحن بلد حضارة وتراث، علينا أن نوجه أنظار الغرب إلى فننا التشكيلي الذي أوصله بعض التشكيليين إلى العالمية.
ما ينقص الفنان التشكيلي اليوم، وأنا واحد منهم الدعم من جهات حكومية وخاصة تستوعب أهمية الفن ومردوده عندما يُهتمُّ به بالشكل الصحيح.
اللوحة التشكيلية قيمتها تصاعدية، أتكلم هنا عندما يكون الفنان التشكيلي حقيقياً وتغدو لوحته ذات قيمة فنية خاصة، أو أن تكون أثرية مثلاً.
والمفروض أن يتم التعاون مع كل الفنانين التشكيليين بالداخل والخارج للاطلاع وتبادل الخبرات والدعم للتسويق للعمل المميز. كثير من الأعمال تهرب للخارج وتباع بالدولار، والأفضل أن يكون هناك متحف يضم كل أنواع الأعمال التشكيلية، فالمتاحف هي أفضل مكان لاقتناء اللوحات أو الاحتفاظ بها.
لدينا متحف الفن الحديث بسورية وهو مكان مثالي إلاّ أنه لم يتم افتتاحه لغاية الآن ولم يستثمر للغاية التي وجد لأجلها.
قد يكون للأزمة دور في هذا التأخير، لكن عندما يفعّل سيضم أعمالاً لرواد أوائل ومعاصرين ويكون الدخول إليه مدفوعاً، وسيستفيد من هذا الوضع الفنان والجهة الداعمة له، وستكون هذه الجهة الخاصة من تجار أو مهتمين واسطة مؤمنة لتبيع اللوحات أو تسوقها للخارج بقيمة يستحقها الفنان وتعود بجزء مادي أيضاً لهذه الجهة.
أما عن صعوبات العمل الفني اليوم يبدأ الحديث عنها ويطول، وبالاختصار أقول
العمل الفني اليوم بات مكلفاً جداً، ويجب أيضاً أن تكون هناك جهات مختصة لتأمين مواد العمل منطلقة من الإيمان بأن اللوحة استثمار طويل المدى.
وبالحديث عن رسالة الفن التشكيلي: الفن على أنواعه مؤرخ لتاريخ، لمرحلة، لحقبة، أو لحالة إنسانية.
وبالنسبة للفن التشكيلي، عندنا تقتنيه المتاحف ليتم تذوقه من قبل العامة، فهو عندها رسالة فنية ذات قيمة كبيرة.
للفن أثره على شخصية الإنسان وعلى تربيته من الداخل، وخاصة في مثل هذه الظروف التي نحن فيها اليوم، الفن هو الأقدر على التواصل، فهو رسالة محبة وتوثيق للوضع الراهن من خلال قراءات وإسقاطات.. بصمت ومن دون كلام يمكن للعمل التشكيلي أن يكون أكثر تأثيراً، وأن يحدث نهضة فكرية وتوعوية أحياناً.
الفن رسالة سامية تعبر عن حضارة وثقافة شعب.
عندما يلقى الفن وبالتالي الفنان الدعم اللازم سيعود ذلك بمردود إيجابي على الفنان وعلى الجهة التي تؤمن بفنه وتدعمه.. إذاً المطلوب أولاً وأخيراً الإيمان بقيمة الفن، عندها سيتم تسويق الفنان وفنه بصورة صحيحة وبمصداقية، من دون الاحتكارات والتوجهات المغلوطة والانحيازات والتوجهات المشوهة التي نراها في أفكار بعض الصالات.
بل سيكون التسويق مسؤولاً وصحيحاً للفنان التشكيلي السوري الذي يستحق الحضور بكافة المحافل التشكيلية العالمية. وما التعبيرية السورية وخاصة في فترة الأزمة إلاّ مثالٌ عن مكانة التشكيل والتشكيلي السوري.
مهى الشريقي