في بلدتي

الوحدة 6-9-2021  

 

عيناكِ ضائعتان في صمتي، كذيل سحابة قد جرجرتها الريح في صبحٍ لعوب، ثم ألقت ما بها قيحاً يعفره الزمان، فيكتسي يبساً ويغفو في لهيب من جمار.

×××

في بلدتي لا تمطر الغيمات إلا البرق، ضوء الليل محترق، ووجهي فوق بيدرها يعانق ظله، وعلى جدار السبي قد علقت أشعاري، يطوقني رفيف من حمامات الهديل.

×××

في بلدتي تعشوشب العبرات، تركض في حواكير الطفولة، تشتهي قمراً يسافر في مدارات التولّه، باحثاً عن مرفأ صدئ، وعن صوت تغمس بالمرارة، عن غمامٍ حائرٍ، والريح تزفر في اشتعال الليل في جسدٍ يموء بخطوه، فأنام ملتحفاً رصيفاً ناحباً، وبمهجتي صخب الجراح.

×××

في بلدتي.. حبلى دروبي بالضياع، وفي المسافة والمسافة ترتمي الأشجار، تحترق المواجد، يصلب الفرح المهاجر فوق جدران الهجير معفراً بظلال ذكرى ماج في أفيائها رهج الكهولة أدمعاً، فتبعثرت كالحلم يعثر في دروب ظلاله، وحقائبي.. ضجر تقيأت السفر.

×××

في بلدتي.. تستيقظ الأحلام راعشة، وتغفو فوق درب من حريق.

×××

في بلدتي.. تتفطر الأكباد والعبرات جائلة وقد طال السهاد بأعيني، ونعاسي الموتور مال بأخدعيه، ومحاجري.. سلخ ابتسامتها الأسى، والشهب أقعدها الونى، والليل يمشي كالأسير.

سيف الدين راعي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار