الوحدة 6-9-2021
الممتلكات العامة تخدم جيل اليوم وأجيال المستقبل، وهي كل ما يقع تحت ملكية الدولة، وتشمل الطرق العامة، والجسور، والحدائق، والجامعات العامة، والمدارس، والهيئات الحكومية، والمؤسسات العامة، والمستشفيات، والمستوصفات، والمراكز الخدمية بكافة تصنيفاتها، والشوارع، وأعمدة الإنارة، والهاتف، وشبكات المياه والصرف الصحي، ووسائل النقل الجماعية التي وجدت لخدمة المواطن، وتأمين متطلبات حياته ومعيشته.
من حق الدولة على كل مواطن الاهتمام بنظافة المرافق العامة، وعدم إلحاق الضرر بها، والحفاظ عليها لتبقى بجاهزية تامة, وعدم الاعتداء على المساحات الخضراء بين الأبنية السكنية التي تحول معظمها إلى مرتع للعديد من الممارسات السلبية الخاطئة والمزعجة لسكان الأبنية والأحياء المجاورة، وشرعوا أبوابها لكل ما هب ودب, ومنع العبث بمحتوياتها التي تساعد على تنقية البيئة، وإضفاء المظهر الجمالي الذي يريح النفس والبدن، وعدم إلقاء القمامة على الطرق العامة وفي الشوارع وتلويث الحدائق بمخلفات الزوار.
الحفاظ على الأملاك العامة تربية وثقافة مجتمعية يجب أن نسعى إليها بشكل عفوي وتلقائي، ويجب أن تكون متجذرة لدى الجميع منذ الطفولة المبكرة، فالناشئون هم الذين يعول عليهم صناعة المستقبل وحمايته، وتعليمهم كيفية الحفاظ على الممتلكات العامة وعلى مدرستهم، كمحافظتهم على حقائبهم ودفاترهم وأقلامهم وثيابهم، والحفاظ على نظافة الطرق والحدائق والشوارع كي تبقى نظيفة, وأن ينسحب السلوك الفردي للشخص بمحافظته على أغراضه وممتلكاته الشخصية وحرصه على نظافتها وبقائها ضمن دائرة اهتمامه، وتفقدها بشكل يومي على سلوكه بتعامله مع الممتلكات العامة.
ما تنفقه الدولة على تنفيذ وصيانة الممتلكات من مبالغ طائلة لخدمة المواطن يستدعي الحفاظ عليها وعدم الإساءة لها.. علينا نشر التوعية الاجتماعية للحفاظ عليها بين الناس، ومعرفة كيفية التعامل معها، وصيانتها، وحمايتها، وكأنها ملك لنا، والقيام بالحملات التطوعية من قبل جميع فئات المجتمع الحكومية والمحلية والأهلية لتنظيفها وصيانتها وزرع قيم المصلحة العامة في نفوس الأطفال وطلاب المدارس، والحفاظ على مدارسهم بما تحويه من مقاعد وسبورات ونوافذ وأبواب وأدوات دراسية مساعدة وحنفيات ومغاسل ودورات مياه، يجب أن نكون فاعلين للحفاظ على المصلحة العامة والخاصة, والاعتداء على الأملاك العامة من المحرمات، حيث تلعب الدولة الدور الأكبر في الحفاظ على ممتلكاتها وحمايتها من العبث والتخريب من خلال سن وتطبيق القوانين والتشريعات الواجبة والصارمة، ومحاسبة كل المخالفين والعابثين، وكل من تسول له نفسه الإضرار بها وتخريبها, والتركيز على دور الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وكافة وسائل التواصل الاجتماعي وتوظيفها لنشر التوعية بين الناس، والتركيز على دور الضمير والرادع الأخلاقي بعدم المساس بالملك العام.
نعمان إبراهيم حميشة