الوحدة: 6-9-2021
ذكريات محافظة اللاذقية من أحداث وحكايا ومناسبات وفعاليات فنية واجتماعية وإنسانية وإحداثيات طبوغرافية تشكل تاريخاً توثيقياً حضارياً وإرثاً إنسانياً من جيلٍ إلى جيل لأبناء هذه المحافظة الفذّة.
نسلط اليوم الضوء على صالات السينما في اللاذقية، والتي كان عددها بالعشرات، واليوم للأسف ليس فيها إلا صالة وحيدة هي صالة سينما الكندي.
يخبرنا عن هذا الموضوع الأستاذ فايز فضول الملحن والموثق ومخزون ذاكرة اللاذقية المكتوب والشفوي.
بدأ فضول حديثه فقال: في أوائل القرن الماضي عند مدخل سوق العطارين (سوق بيت الداية) والذي كان يعرف بخان البيليستان، ثم سوق البيليستان وهو خان لتخزين التين، في هذا المكان قرر الحاج سليم عبدو ونصر حكيم أن يحوّلا هذا الخان إلى دار عرض بعدما قاما ببعض الإصلاحات لاستقبال الجمهور الذي كان يتوافد على صالة مفروشة أرضها بالحصر، يجلسون عليها عامة الناس، ووزعت على جوانبها كراسي القش لجلوس بعض المميّزين، حيث كانت الصالة تقدم الأفلام الصامتة وأصبحت تسميتها بالسينما الخرسة، وكان السيد محمود الحلبي هو الخبير بتشغيل تلك الآلة العجيبة، ويذكر أحد المعمّرين أشهر الأفلام الصامتة التي عرضت في هذه الصالة هي: أديبولدو (فيلم شمشون) وأفلام لوريل وهاردي، وشارلي شابلن.
وكان في الثلاثينيات السيد محمد شناتا صاحب مقهى شناتا يستخدم مسرحه سينما صيفية، وقد استضاف على مسرحه كبار الفنانين والفنانات أمثال: محمد عبد الوهاب والسيدة أم كلثوم وغيرهم من كبار الفنانين.
ثم ظهرت أشهر دور السينما: سينما أمبير، وسينما روكسي التي كانت تسمى فاروق، ثم أصبح اسمها سينما اللاذقية في شارع هنانو، وكانت الصالة تقسم إلى ثلاثة أقسام وهي: الصالة، البريمون اللوج، ولكل منها سعر وتعرفة دخول.
وكان السيد آلان بسكليدس صاحب الصالتين، ثم افتتح صالة سينما الجلاء الصيفية بعد الاستقلال.
ثم في الخمسينيات ازداد عدد دور السينما، حيث في حي القلعة (حارة الفوقانية) بناء تعود ملكيته للمرحوم فايز شرف، حيث افتتح المرحوم إبراهيم ناصر وشريك له
(سينما الشرق) وبشراكة ما بين محمد زوزو وأبو حسن بنشي افتتحت دور العرض التالية: سينما الحمراء في حي الأميركان تعود ملكية الأرض لعائلة شيبوب، ولم تستمر هذه السينما طويلاً، ثم سينما شهرزاد ثم أصبح اسمها (سينما دمشق) سينما ليلى (الزهراء) توقفت وأزيلت.
وفي شارع المالكي سينما الأمير (السفراء ثم الكندي) وسينما الأهرام صاحبها السيد كمال شاكر نعمة مع سينما أوغاريت في سوق البازار مفرق شارع القوتلي والتي كان قد افتتحها سابقاً السيد نادر الأتاسي وهي في بناية الحاج يوسف ياسين.
وفي شارع المالكي أيضاً سينما دنيا على زاوية نقطة البوليس.
باختصار: شكلت السينما في اللاذقية في الماضي نقطة تفاعل اجتماعي حضاري، وعبّرت عن ثقافة هذا الشعب الحي وانفتاحه على كل ما يتعلق بالإبداع، والفن السابع أحد هذه الوجوه..
مهى الشريقي