فرصة… الأسماك اليوم بأرخص الأسعار

الوحدة : 4-9-2021

بعد أن حلق سعر الأسماك البحرية عالياً أسوة بباقي السلع وباتت وجبة الأسماك حلماً صعب المنال لدى ذوي الدخل المحدود من أبناء الساحل وهم الذين يفترض أن يتناولوا السمك بشكل أسبوعي بالحد الأدنى.
صادف أن ذروة موسم الصيد الشهري هذه الأيام قد ترافقت مع تحذيرات من تناول الأسماك بعد حادثة التسرب ليحجم الفقير قبل الغني عن شراء الأسماك خشية أن تكون نافقة أو ملوثة وتسبب له ضرراً صحياً، ولكن تبقى هناك شريحة من الناس غير مبالية بأي تحذير وربما هم لم يسمعوا أصلاً بحادثة التسرب النفطي، ومنهم أم خالد التي تحدثت عن شطارتها في الحصول على أربعة كيلو سمك بسعر خمسة آلاف ليرة وهو من النوعية المتوسطة التي لا يقل سعر الكيلو منها عن سبعة آلاف ليرة قبل حادثة التسرب، وعند سؤال باعة الأسماك حول حركة البيع وسبب تدني الأسعار أكدوا أن سوق السمك يشهد ركوداً لا مثيل له، ونسبة العرض أكبر من حجم الطلب وهذا سبب انخفاض سعره لاسيما في ظل انقطاع الكهرباء وعدم إمكانية تجميده وحفظه لأوقات أخرى الأمر الذي يضطرهم للبيع بأي سعر وإلا سيذهب تعبهم سدى.
أبو العبد هو الآخر اشترى كمية لا بأس بها من السمك قائلاً: خلينا نشبع السمك قبل ما يغلى مؤكداً أنه منذ سنوات لم يحظ بفرصة شراء سمك بهذه النوعية وبهكذا سعر، في حين أحجم عدد كبير عن شراء السمك ،وإذا ما عدنا إلى الرأي العلمي بعيداً عن أحاديث ودردشة النسوة في الصبحيات نجد أن المعهد العالي للبحوث البحرية قد أكد على احتمالية التلوث ونفوق الأسماك، وذلك من خلال التقرير الصادر عن المعهد العالي للبحوث البحرية حول حادثة التسرب النفطي في المحطة الحرارية في بانياس، ذكر التقرير أن انتشار الفيول على سطح البحر ومع انجراف البقعة بعيداً وبفعل عمليات التبخر والانحلال والأكسدة الضوئية والتفكك الحيوي من شأن ذلك أن يشكل ضرراً على الكائنات البحرية التي تعيش في العمود المائي وسينعكس أثرها على الحياة البحرية، ويشكل خللاً على صعيد كيمياء البحر، وهذا بحد ذاته يعتبر عامل خطورة على الأحياء البحرية وعلى العملية الإنتاجية الحيوية عموماً ،ويضيف التقرير أن التلوث يؤدي إلى حدوث السمية الحادة والتي تؤدي بدورها إلى نفوق جماعي في حال تراكم التلوث أما أثرها على الإنسان فهي تساهم في زيادة الأمراض المناعية والاضطرابات العصبية وزيادة حدوث طفرات وراثية تؤدي إلى تشكل السرطانات عند الإنسان خصوصاً سرطان الجلد.

هلال لالا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار