الوحدة : 4-9-2021
رغم كل جرعات التفاؤل، والدعوات للفرح، يبقى الحيز الأكبر من حياتنا حزناً على حزن، بلا نكهة صارت القهوة، والهواء مخنوق بأنفاس الناس الذين يتدافعون مع الصباح إلى مواقع عملهم بلا لهفة ولا حلم ولا طموح, أقصى الأمنيات قضاء رحلة اليوم بأقل خسارة ممكنة.
لقمة العيش ممزوجة بالعرق
خبز تبدل وجهه لا يصلح أن يكون وجبة شهية
وعتمة قتلت بقايا النور في أرواحنا التي باتت مطفأة
تستنجد بلا أمل.
بطون شبه جائعة تنام بصمت رغم ضجيج الوقت
وصخب الحياة ومواجع الانتظار
على الرصيف أطفال تنام، خطوات المارة داست على ملامحهم وشوهت مفردات الطفولة التي تلوثت وهم يتسولون بنظراتهم الرحمة لتنقذهم من الحر والبرد.
ما أقسى تلك الصور.. رجل عند إشارة المرور يحمل أكياس المحارم صامتاً يرمي بها من نافذة السيارة وينتظر بلا ملامح.
ولازال صوتها وهي تنادي كل من صعد درج البناء الضخم وهي تقول بصوت خجول: أرجوكم ثمن خبز لأولادي.
تمسح عرقها بثيابها، تشطف الدرج بثبات، تفكر بأولادها فقط، تفتقد ملامح أنوثتها,
وبالوجه المقابل أرى مايا التي تحمل قطتها التي سمتها (بسبوسة) وهي تحملها كطفلتها تتباهى بشعرها عسلي اللون وكم تنفق على تربيتها ولما سألتها عن سبب تربيتها قالت وبدقة: برستيج!
كتربية الكلاب الإفرنجية التي صارت ظاهرة في أسواق المدينة وفي السيارات الفارهة ينفقون على تربيتهم ما يطعم العديد من الأطفال الجياع.
تباً للبرستيج
إنها صور من الواقع من دون عمليات تجميل والتي صارت الشغل الشاغل للسيدات على اختلاف أعمارهن.
جوع وفقر وعجز، بالمقابل ترف وبزخ وبرستيج…
صور من وطني، وطني الذي ينام على أنغام تراتيل حزينة بلا حلم.
زينة وجيه هاشم