منذ ستة وتسعين عاماً..

الوحدة 31-8-2021

الدرب إليها يتسربل بالخضرة والبراعم..
قبل أن تغرب الشمس عن الوديان
قبل أن تأوي إلى بيتها وراء خليج السويدية
تبدأ زينتها استعداداً لاحتفالات عرائس الكروم..
قلبها يختلج، فتتورد وجناتُ الجبال.
دفقٌ من أشعارك..
هذا النبيذ يشعُّ حنيناً ودفئاً
قبلان وشاهين يرافقانك في الطريق الصاعد بين التلال..
وهبوطاً نحو الوادي العميق
هذا بيت صديقنا أواديس
التي ولد فيها، ولم يغادرها منذ ستة وتسعين عاماً..
أي منذ ولادته..
أواديس ابن الستة والتسعين يفتح الباب مرحباً
شاهين وقبلان بصوت واحد:
عمنا أواديس، صديقنا من الوطن.. من بحر اللاذقية..
ويردَّ أواديس:
مرحباً بك يا بُتيّ.. أهلاً بك في بيت عمك أواديس
ويطلق تنهيدة حرى:
منذ ستة وتسعين عاماً.. هنا ولدت في (وقف لي) ولم أغادرها.. أبعد
مكان كان رأس الجبل أو في الغابات المجاورة، هرباً من الجندرمة
وقت كانوا يداهمون (وقف لي) لسوقنا إلى الحرب أو السخرة..
ويتابع العم أواديس:
هذا جبل موسى، وهذه عين موسى.. وهذه الدلبة الكبيرة دلبة موسى،
هكذا يقولون..
من هنا مرّ موسى؟
لا أعلم.. أنا لم أشاهده.. أبي وجدي لم يشاهداه.. يقولون مرّ من
هنا.. شرب من العين وغرز عصاه إلى جانبها.. قد تكون مجرد
حكاية.. رواها أحد التابعين لموسى؟. قد؟!
عم أواديس العصا إذا زرعت هل تخضُّر وتصير شجرة
يقولون زرع عصاه وصعد إلى الجبل الذي سمي باسمه فيما بعد
هنيئاً للكثيرين من الأنبياء، لأن حظوظهم أكبر من حظوظنا؟! آه! ما
أقل حظوظنا نحن الفقراء المساكين؟!

بديع صقور

تصفح المزيد..
آخر الأخبار