الوحدة 29-8-2021
اختتم فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية حفلات التأبين المقامة في صالة الجولان بحفل التأبين للشاعر (غسان حنا) تقديراً لمسيرته الأدبية المميزة.
(الوحدة) حضرت الحفل ومن أجوائه ومشاركات الأدباء نقتطف بعضاً مما قيل عن الأديب الراحل.. بداية ألقت الأديبة آمال حورية كلمة فرع الاتحاد متحدثة فيها عن الأديب غسان حنا، القامة الثقافية والوطنية الذي صال وجال في ميدان الكلمات والصور والاستفسارات والبحور، الجريء الذي كان لا يخشى في قول الحق لومة لائم، المبدع، الإنساني الذي كان السند القوي للأدباء الشباب متصدياً لعبارات السخرية الموجهة لهؤلاء الأدباء الشباب ماداً لهم حبالاً من كلمات التشجيع التي نشلتهم من بئر الإحباط، وأعادت البريق إلى أرواحهم والثقة إلى نفوسهم ثم ألقت الأديبة: “رجاء شاهين شعراً ونثراً عن الراحل قائلة:
من أنت يا فرح السماء, وما جرى حتى رحلت هناك تحلم بالكرى
أيموت من أحيا القصيد.. وينتهي أيموت من خبر التجلي والسرى
نم في ضيائك لا يموت بك الهوى فالنور فيك عن الغروب تسترا
كما شارك الأديب عدنان بيلونة بكلمة قال فيها: بماذا يمكن أن نؤبن شاعراً يشبه كل ما هو جميل في الطبيعة والإنسان؟ بماذا يمكن أن نؤبن إنساناً حقيقياً عاش بنور فكره ونبل إحساسه من أجل ترسيخ القيم وتنقية الضمائر وتزكية النفوس, وحفظ الوجدان فكان نعم الأديب والإنسان يحيا خلود الحب, وكان يردد دائماً من يتحدث بلغته عليه أن يتقن قواعد هذه اللغة غسان حنا كان مبدعاً مثقفاً, معروفاً برؤيته الثاقبة للحياة, وبنتاجه الأدبي الذي مزج به بين الفلسفة والدين والأدب بأسلوب شاعري ممتع.
أما الأديب عاطف صقر فأكد أن المبدعين لا يرحلون وهم باقون بأعمالهم الأدبية التي تُقرأ وتناقش على طول الأيام, ثم عزف (صقر) على العود مغنياً لمقطوعة من ديوان الراحل للشعر المحكي بعنوان: ( ما قدرت سميك).
ثم تحدث الدكتور محمد بصل رئيس فرع اتحاد الكتاب باللاذقية عن الأديب الراحل بقوله (غسان حنا) شاعر أصيل في زمن كثر فيها الشعر, وقل فيه الشعراء، غسان حنا، الإنسان الدافئ المحب, المعطاء, المقاتل في سبيل أفكاره ووطنه وقيم مجتمعه الذي أحب, ولكم تمنى أن يراه نقياً, عذاباً, بعيداً عن المكر والدهاء والنفاق والفساد هذا ما كان (غسان حنا), وهذا ما عبر عنه في فضاءات شعره الذي سيبقى مشعاً بفكر صاحبه التنويري, العقلاني, العلماني, المنفتح على التيارات كلها عبر حوار الأنداد، سيبقى اسمه ساطعاً في ثقافة التنوير التي لطالما آمن بها, وسعى إليها, وكتب فيها.
ختام حفل التأبين كان كلمة آل الفقيد ألقاها الدكتور انطانيوس حنا معدداً فيها مناقب وخصال الراحل الحميدة, ومعبراً عن الحزن لفقد هذه القامة الأدبية العريقة قائلاً: ولد غسان كبيراً بكل المقاييس, واعياً لموهبته ومبادئه.. فشمر عن ساعديه, وشحذ عقله وخياله, وانبرى يصنع نفسه علماً وثقافة وذوقاً وأدباً وشهادات وصوتاً وموسيقى ولد غسان شاعراً, وعاش حالماً, ورحل أنيقاً كفجر لا ينتهي سحره, ولا يُنسى.
رفيدة يونس أحمد