جنون سعر البندورة في عز موسمها

الوحدة: 19-8-2021


 يفترض أننا في ذروة موسم البندورة وفي مثل هذه الأيام من كل عام تتسابق ربات البيوت إلى شراء كميات كبيرة من البندورة الناضجة لإعداد دبس البندورة وربما عصير البندورة المكثف، وفي بعض المناطق يتم تجفيف البندورة وحفظها للشتاء ليصار إلى استخدامها في الأوقات التي تندر فيه أو يرتفع ثمنها  ولكن ما يحدث الآن يثير الريبة ويدعو للتساؤل لماذا كل هذا الغلاء في سعر هذه المادة الأساسية والتي تدخل وبقوة في معظم الأكلات والطبخات وتؤكل نيئة ومطبوخة؟  حيث وصل سعر كيلو البندورة الجيدة إلى ١٥٠٠  ليرة والنوع الثاني وربما الثالث المخصص للعصير لا يزال بحدود ٧٠٠ إلى ٨٠٠ ليرة سورية، والمعروف أن أجود أنواع البندورة تحتاج إلى عشرة كيلو طازجة لتحصل على كيلو دبس أو رب البندورة، هذا يعني أن التكلفة الأولية لكل كيلو دبس بندورة حوالي ثمانية آلاف ليرة، هذا إن تم إعدادها منزلياً،  ومعلوم أيضاً أن أغلب السيدات لا تنجحن بإعدادها مما يضطرهن لشرائها جاهزة، فماذا سيكون سعرها بعد إضافة الربح وأجور العمل.

 سألنا الباعة في سوق الخضار عن أسباب غلاء البندورة، وجاءتنا ردود مختلفة ليست ذات مصداقية لأن أغلبهم يبدأ حديثه بكلمة يقال وقد عزا أغلبهم السبب الرئيسي لارتفاع أسعار البندورة خلال الفترة الحالية ووصول سعر الكيلو في الأسواق لحدود ١٥٠٠ ليرة هو ازدياد الكميات المصدرة من البندورة إلى العراق.

 و أن ٨٠ ٪ من البندورة الموجودة حالياً في سوق الهال هي ليست بندورة ساحلية وإنما شامية حسب وصفهم، وهي النوع الأنسب للعصير.

 توجهنا بهذه التساؤلات حول أسباب ارتفاع سعر البندورة إلى المهندس محمد كشتو رئيس مجلس إدارة اتحاد الغرف الزراعية السورية وقد أكد فكرة أن البندورة المتواجدة في أسواقنا ليست ساحلية وتتحمل أجور النقل إضافة إلى ارتفاع تكاليف الضب والفرز، حيث ازداد سعر العبوات في الفترة الأخيرة وارتفع سعر كيلو العبوات الفلين بشكل ملحوظ، وكل هذه التكاليف والإضافات تؤدي إلى ارتفاع سعر المادة، وحول سؤالنا عما إذا كان التصدير له دور في ذلك أوضح أن المادة المعدة للتصدير لها مواصفاتها الخاصة من حيث النوعية والجودة وهي بالأساس مخصصة للتصدير وليست للسوق المحلية، ولفت إلى احتمال دخول مصانع المواد الغذائية لاستجرار المادة وإعداد رب البندورة الجاهزة  ولا شك أن هذا الأمر سينعكس على تواجد المادة وبناءً على معادلة العرض والطلب سيرتفع السعر .

   هلال لالا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار