(بتنبول)… تتكئ على أحلام أهلها وتغفو بحزن بلا خدمات

الوحدة 17-8-2021

 

 

بلا مقدمات ولا تمهيد، بتنبول… قرية موجودة على أرض الواقع فعلياً، تحظى بجمال طبيعتها وتضاريسها وموقعها وإطلالتها المميزة على سد السفرقية، ولكنها مغيبة تماماً خدمياً، تقع إلى الجنوب من مدينة القرداحة، وتبعد عنها حوالى 5 كم، تتبع بلدية السفرقية التي تبعد عنها نحو 10 كم، وبينهما حاجز طبيعي هو سد السفرقية، وتلاصقها بلدية دير حنا التي لا تبعد عنها إلا 800 متر، ولكن عجز الجميع عن تتبيعها لها دون معرفة السبب الحقيقي لذلك، كل الطرق المؤدية لها سيئة، وبحاجة ماسة للصيانة والتوسيع وتعزيل الجوانب وردم الحفر الناتجة عن عوامل الطبيعة، قمامتها متراكمة جانب المنازل وعلى الطرقات، أما الصرف الصحي فيها فهو وجع آخر يعاني منه الأهالي الويلات من تلوث الأراضي الزراعية والمياه الجوفية أما مدرستها فتنطبق عليها كل المسميات إلا اسم مدرسة إضافة إلى أمور أخرى كثيرة سنعرضها عليكم إن أحببتم الإنصات والمساعدة في تحسين وضعها على لسان أهاليها.
بداية وقفتنا كانت مع مختار قرية بتنبول السيد محمد محلا والذي جسد في حديثه الكثير من معاناة القرية قائلا: القرية مؤلفة من حوالى 80 عائلة مستقرة فيها بعدد سكان يتجاوز ال500 نسمة بقليل وأغلبهم نفوسهم خارج القرية ومسجلون على نفوس قرى أخرى مجاورة وهذا ما جعل تسميتها إلى الآن مزرعة وليست قرية، غالبية منازل الحارة العليا مخدمة بالصرف الصحي باستثناء بعض البيوت الجديدة بينما الجزء الثاني من القرية والمتاخم تماماً لسد السفرقية يخلو من أي صرف صحي والأهالي يعتمدون على الجور الفنية ضمن أراضيهم الزراعية والمجاورة لمنازلهم، تتبع القرية لبلدية السفرقية التي تبعد عنها مسافة طويلة بينما تجاورنا بلدية دير حنا وتخديمنا من خلالها سيكون أسهل فيما لو تبعت قريتنا لها، ونتبع عقارياً لقرية سلاغو حيث كانت قريتي بتنبول وسلاغو سابقاً وقبل إنشاء سد السفرقية قرية واحدة ولكن السد فصلهما عن بعضهما وبقينا على السجلات قرية واحدة ومختاراً واحداً، وأضاف كل طرق القرية سيئة وضيقة ولم يجر لها أي صيانة منذ أكثر من 20 سنة، وأضاف أن القرية بحاجة إلى العديد من الطرق الزراعية لتخديم أراضيها والحفاظ عليها من الحرائق التي التهمت العام الماضي الكثير منها، مثلاً الطريق المؤدي من بيت علي حسان إلى بحمانا ويخدم أكثر من 500 دونم للقرية وللقرى المجاورة خارج الخدمة تماماً وبحاجة إلى إعادة شق، كذلك الطريق الذي يصل القرية بقرية رويسة بدرية أيضاً طريق زراعي بحاجة للاهتمام والصيانة، وأضاف: خسرنا الكثير من أراضينا في السد ولم نستفد منه أي شيء سوى زيادة البرغش والبعوض والحشرات التي تؤرق ليلنا، أيضاً تحدث عن المعاناة الشديدة في تأمين مياه الشرب التي تأتي مرة واحدة في الأسبوع ولوقت قليل متسائلاً: هل يكفي خزان واحد أو خزانان سعة عشرة براميل لأسرة مكونة من عدة أشخاص لمدة أسبوع، أما عن المدرسة في القرية فقد أكد أنها سيئة للغاية ولا تصلح كمبنى للتعليم مؤكداً أنها على وضعها منذ أربعين عاماً منذ إحداثها ولم تتطور قيد أنملة بل ازادت سوءاً نتيجة أن مديرية التربية لا تولي المدارس المستأجرة أي اهتمام ولا تصرف لها أي قرش للصيانة بحجة إنها مستأجرة وليست من أملاكها وأنا كالكثير من الأهالي سجلت ابني في مدرسة قرية أخرى حرصاً على نجاحه وصحته التي لا تلحظها مدرسة القرية نتيجة سوء وضعها وقدمها وعدم توفر أدنى الشروط الصحية فيها، وأضاف: قريتنا مازالت خارج القرن الواحد والعشرين لا يوجد فيها مخطط تنظيمي وكلها خارج التنظيم، أما المواصلات فحدث عنها ولا حرج فلا أية مواصلات تخدمها إلا بالترجي والمنية ودفع ما يفوق قدرة الأهالي من الأجورات علماً أنه لا يخلو منزل من منازلها من طالب جامعة أو موظف أو عسكري الذين يدفعون يوميا ما يهد كاهلهم من أجور طرقات ليصلون إلى مبتغاهم.
× السيدة وفاء سلطان قالت: تنطبق على قريتنا كل مواصفات (الضيعة الضايعة) المحرومة من جميع الخدمات وأهمها المدرسة الابتدائية فمدرستنا مستأجرة من زمن ماض قديم مؤلفة من غرفتين فقط يدرس فيها أكثر من 25 تلميذاً بلا غرفة إدارة ولا مراحيض أو مغاسل ولا شيء فيها، نوافذها مكسرة لاتقي لا البرد ولا الحر، يدرس كل صفين فيها في غرفة واحدة نطالب ببناء مدرسة صغيرة في القرية رحمة بأبنائنا، وأضافت: نفتقد لاهتمام السادة المسؤولين الذين لا نراهم ولا نسمع بأخبارهم إلا على الصفحات الفيسبوكية نفتقد لالتفاتهم علينا وتخديمنا على أرض الواقع لا بالزيارات والتقاط الصور فقط، أيضاً تحدثت عن المعاناة الكبيرة لعدم التخديم بالصرف الصحي وكل ما ينتج من جور التفتيش من تلوث ورائحة نتنة وحشرات ونعلم إنهم سيتحججون بالموازنات ولكننا نحن أيضا نتساءل كيف يتم تنفيذ مشاريع ضخمة بأماكن أخرى تكلف مئات الملايين وهل موازناتها تختلف عن الموازنات للقرى الفقيرة مثل قريتنا، أيضاً نعاني من انعدام المواصلات بشكل نهائي ورغم قربنا من مدينة القرداحة إلا أن غالبية رواتبنا ودخلنا يذهب أجور مواصلات وإذا ما أراد أي من أهالي القرية شراء ربطة خبز أو بعض الخضار فإنه سيتكلف فوق ثمنها أضعافاً مضاعفة نتيجة أجور الطريق المرتفعة وتساءلت في نهاية حديثها لماذا يتم تخديم بعض القرى على حساب قرى أخرى وكيف تتوفر الموازنات لتنفيذ مشاريع في بعض الأماكن وتنعدم في أماكن أخرى؟
× السيد مفيد إبراهيم قال: وضع طرقات القرية بالمجمل سيئ فجميعها ضيقة و(يا دوب) تتسع لسيارة واحدة وإذا حدث والتقت سيارتان فهنا المعضلة الكبيرة فالطريق ضيق ولا مفر أمام أحد السائقين إلا أن يرجع مسافات طويلة حتى يستطيع الآخر العبور ولذلك نتمنى أن تلحظ طرقاتنا في خطط التعزيل والصيانة والتوسيع، وأضاف: همنا الأكبر حرماننا من خدمات البلدية حيث نتبع خدميا لبلدية السفرقية التي يفصلنا عنا السد ولا أي تواصل بيننا وبينها ولا تقدم لنا أي خدمات، لا صرف صحي ولا سيارة لترحيل قمامة إلا كل فترات طويلة متباعدة، علماً أن عقارات القرية متداخلة مع قرية دير حنا وكل الطرق تربطنا فيها ومركز بلديتها يبعد عنا أقل من 1000 متر ونذهب إليها سيراً على الأقدام عكس بلدية السفرقية التي نحتاج إلى تبديل واسطتي نقل للوصول إليها إن أردنا أية خدمة أو ورقة منها، نطالب بالاهتمام بقريتنا أسوة بالقرى الأخرى وتخديمها بما يليق بها وبأهلها.
× السيد علاء سلهب ابن القرية وعضو مجلس محافظة أكد على معاناة الأهالي في كل ما تم طرحه وحاجة القرية لكافة الخدمات وتحدث حول المدرسة قائلاً إنها مستأجرة منذ 1981 وقد تم تقديم الكثير من الطلبات لبناء مدرسة في القرية مبيناً أنه تمت الموافقة أخيراً من قبل مديرية الزراعة على منحنا عقار من عقاراتها في القرية لهذا الغرض وهو أملاك دولة برقم 555 عقارية سلاغو بتنبول وتمت موافقة الخدمات الفنية كذلك بعد الكشف الحسي على العقار ومساحته 1000 متر لافتاً أن إضبارة المدرسة حالياً قيد الاستملاك حيث تستملكها الخدمات الفنية من مديرية الزراعة ونتوقع خلال فترة قريبة حل هذه المشكلة، أما بالنسبة للصرف الصحي فقد دُرس عدة مرات لتخديم الجزء الثاني من القرية، والدراسة الأخيرة تمت بحيث يلتقي المصب فيها مع مصب قريتي دير حنا ورويسة بدرية والمشروع بطول حوالى 1100 متر وقد تم التأخير بهذا المشروع بسبب كلفته العالية والتي تبلغ نحو 94 مليون ليرة وبالتأكيد سيطرأ عليها تعديل أسعار بعد ارتفاع الأسعار الجديد، ولكن القرية بحاجة ماسة لتنفيذ هذا المشروع لما تشكله الجور غير الفنية من خطر على المياه الجوفية والآبار إضافة للأوبئة والأمراض التي تنتج عنها، أما بالنسبة للطرق فملحوظ ضمن خطة الطرق هذا العام بعد مطالبتنا صيانة طريق دير حنا بتنبول حارة بيت سلهب وفي العام القادم صيانة طريق بتنبول حارة بيت حسان وبيت خيربك، أيضاً موجود ضمن خطة الخدمات وخطة المحافظة صيانة وترقيع طريق البقيعة بتنبول كما وعملنا على دراسة جدار استنادي من قبل لجنة الخدمات الفنية على طريق بتنبول دير حنا كون الطريق سيئ جداً وفي حالة انهدام وخطر على المركبات الكبيرة.
× أيضاً التقينا السيد عمار سليمان رئيس بلدية السفرقية الذي أجابنا حول الخدمات المقدمة في قرية بتنبول أنه نتيجة بعد القرية عن مركز البلدية ومحدودية الإمكانات في البلدية نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة فإن الخدمات خجولة في معظم البلديات وبالنسبة لنا فإن جرار البلدية معطل وهو في الصيانة في المنطقة الصناعية من فترة هذا غير المخصصات المعينة المحدودة والتي لا نستطيع تجاوزها حيث أن قطاع البلدية ضخم ويمتد على مساحات جغرافية كبيرة، أما بالنسبة للطرق فقد استعنا بمديرية الزراعة التي أرسلت مشكورة أحد آلياتها وتم تعزيل بعض الطرقات ضمن قطاع البلدية وأجل تعزيل الباقي إلى وقت لاحق، أما الصرف الصحي فالمشكلة عدم وجود مصب وممنوع إحداث مصبات جديدة ومن ضمن القانون الذي نعمل به ممنوع تمديد الصرف الصحي على السد مباشرة حماية له من التلوث وحفاظاً على البيئة والثروة السمكية فيه.

سناء ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار