الوحدة 15-8-2021
المكدوس من المأكولات السورية التي لايخلو بيت منه وبالعكس يكون الاعتماد الرئيسي عليه كمؤنة للأسرة في طعامها معظم الأوقات في بعض الحالات الأسرية، لكن هذا العام ومع الأسف هذه المادة الرئيسية غادرت البيوت أو في أحسن الحالات وجودها نادر و”مدلل على الآخر” بسبب الارتفاع الكبير في أسعار مواده، وبحسبة بسيطة تكلفة المكدوسة الواحدة جاهزة تتراوح بين (٢٥٠٠ /٢٨٠٠) ليرة يعني تحتاج أي أسرة مهما كانت صغيرة إلى (١٥٠) ألف ليرة سورية لتجهيز كمية قليلة جداً منه. “تخيل يارعاك الله” سعر كيلو الباذنجان للمكدوس حالياً (٦٠٠) ليرة سورية والفليفلة (١٠٠٠) ليرة سورية والزيت ،وهنا الضربة التي تؤلم الرأس والجيبة، وطبعاً هنا هوامش كثيرة لأسعاره وأنواعه الذي أصبح وجوده بالقطارة في معظم البيوت، سعر الليتر الواحد من الزيت النباتي يبدأ من (٧٠٠٠) ليرة حسب نوعه، أما زيت الزيتون الذي بالكاد يوجد في بعض المنازل ويستخدم في أكلات معينة بسبب ارتفاع أسعاره ، يصل سعر الليتر الواحد منه إلى (١٤٠٠٠) ليرة سورية وهنا يرتبط سعره حسب المنطقة. أما بالنسبة للجوز “ما حدا أحسن منه” سعر الكيلو الواحد (٢٥٠٠٠) ليرة سورية، وهذا طبعاً قابل للزيادة، ولاننسى طبعاً هناك بعض الأسر التي استعاضت عنه بالفستق كونه أرخص منه. التقينا بعض السيدات التي أوجزت الوجع والكلام عن جميع الأسر وماتعانيه من الغلاء الفاحش وبالأسعار والراتب لايكفي مصروف أسبوع في أحسن حالاته. السيدة أحلام علي تقول: أنا أم لخمسة أولاد ، زوجي موظف لا أعلم كيف يمر الشهر، حاولنا أن نزرع بعض أنواع الخضار للتخفيف من مصروفنا، لكن ماذا نقول لاماء ولاكهرباء، والخضار التي زرعناها يبست . أنا لا أعلم كيف سيمر هذا الشهر؟ مونة المكدوس واقتراب موعد افتتاح المدارس وأولادي جميعهم بحاجة إلى لوازم مدرسية
“. والمكدوس وهو أكلة أولادي المفضلة صراحة خفضت الكمية إلى ربعها لاطاقة لي على تكاليفه المرتفعة، السيدة تميمة صالح أوجزت كلامها بقولها: لست موظفة و عندي أربعة أولاد، ووالدهم غير موظف وعمله يومي وأحيانا ينتظر عدة ايام حتى يحصل على عمل، كيف سأدبر أمورنا هذا الشهر؟ كان الله في عوننا جميعاً ومونة المكدوس غادرت منزلنا هذا العام ولاقدرة لنا عليه على الرغم من أنه هو طعام أولادي، لكن ماذا أقول الأولوية عندي لمستلزمات المدرسة . أخيراً هذه الحالات هي صورة حقيقة ووجع موجود في معظم البيوت والجميع يشتكي من الارتفاع الجنوني بالأسواق في كل شيء دون حسيب أو رقيب، وإذا تكلمت يحدثك البائع الدولار مرتفع ولسنا السبب،على مايبدو أصبح الدولار هو الشماعة التي يلجأ لها التجار لتبرير أعمالهم.
غانه عجيب