التوازن البيئي ومخاطر التلوث محلياً وعالمياً

الوحدة : 13-8-2021

في الماضي، كان الإنسان متأثراً بالبيئة أكثر مما هو مؤثر بها، وكانت احتياجاته محدودة، والأجداد أدركوا بالفطرة أهمية البيئة ووجوب الحفاظ عليها، وأن يأخذوا منها قدر حاجتهم فقط، ويتركوا بقية ثرواتها للأجيال المقبلة، فقد استعملوا مواداً صديقة للبيئة دون انتظار توجيهات أو قوانين، مثل استعمال البقايا النباتية والحيوانية في زيادة خصوبة الترب الزراعية.

هذا ما أكد عليه السيد علي حسين سلهب، عضو مجلس إدارة الجمعية العلمية التاريخية السورية بمدينة جبلة وأمين سرها خلال  محاضرته التي ألقاها في مقرّ الجمعية بعنوان (التوازن البيئي وخطر التلوث عليه).

وبيّن المحاضر دور التوازن البيئي وأثره على حياة الكائنات، مستعرضاً أسباب اختلال التوازن البيئي نتيجة العديد من الظروف والمغريات والتطورات التي أدت إلى إحداث تغيير في عناصر  البيئة الطبيعية، وإدخال عناصر جديدة لم تكن موجودة في الطبيعة، وهذا أدى إلى تهديد حياة العديد من الكائنات الحية.

ورأى المحاضر أن أكبر مؤثر على البيئة هو الإنسان عندما بدأ ثورته الصناعية.

وأشار المحاضر إلى أسباب هذا الاختلال البيئي بدءاً من الأسباب البسيطة إلى الأكثر تعقيداً ومنها عمليات الرعي الجائر والتي تعتبر من أخطر عوامل التصحر وتراجع المساحات الخضراء ذلك أن للمراعي طاقة معينة في التجدد، وقطع الأشجار  بشكل مستمر يعد واحداً من أسباب الاختلال البيئي، وزحف التصحر على البيئات العشبية مما يؤدي إلى قلة الغذاء للحيوانات العاشبة، علماً أن الأشجار وخاصة الكبيرة منها تُقلّل من حركة الرياح وعند قطعها فإنّ الرياح ستُصبح أسرع، وبالتالي سيتطايرُ التراب فيما يُعرف بانجراف التربة وهذا له مخاطره البيئية الجسيمة.

أما على مستوى البيئة المحلية أكد المحاضر على معاناة غابات المنطقة الساحلية في سورية جراء تواتر الحرائق التي قضت على مساحات شاسعة سنوياً منها، علماً أن أغلب تلك الحرائق مفتعلة.

ومن أسباب اختلال التوازن البيئي التي أتى على ذكرها المحاضر اصطياد الحيوانات من مختلف الأنواع، مما يؤثر سلباً على السلاسل الغذائية.

إذاً كيف نحافظ على التوازن البيئي؟

وهو التساؤل المهم الذي أجاب عنه المحاضر مؤكداً على ضرورة اتباع عدة إجراءات، نذكر بعضها:

أولاً: إصدار العديد من القوانين الدولية لحماية البيئة، وإلزام الدول باتخاذ الإجراءات من أجل الحفاظ على البيئة، لاسيما في المنشآت الصناعية الجديدة، وفرض العقوبات الدولية على الدول التي تخالف الشروط والمعايير الدولية من أجل المحافظة على البيئة.

ثانياً: تشجيع إنشاء المحميات الطبيعية في مناطق مختلفة من العالم، من أجل الحفاظ على سلالات بعض أنواع الحيوانات المعرضة للانقراض.

ثالثاً: نشر ثقافة الحفاظ على البيئة بين المواطنين، وإدراجها ضمن المناهج الدراسية للتلاميذ، في مراحل مختلفة بدءاً من مرحلة الروضة، وكمثال على ذلك يمكن ترويج فكرة استخدام الدراجات الهوائية في المدينة بدلاً من السيارات الخاصة، وفرز النفايات المنزلية إلى أنواعها الرئيسية.

رابعاً: توعية المواطنين بالحفاظ على البيئة، وتثقيفهم بالعناية بنظافة منازلهم، وشوارعهم، وبلدهم بشكل عام، والعودة إلى الوسائل القديمة التي كانت تراعي البيئة  مثل تشجيع استخدام الأكياس الورقية بدلاً من أكياس النايلون المضرة، فالورقية تتحلل في النهاية بسرعة كبيرة فضلاً عن كونها غير ضارة بالبيئة، أو يمكن استخدام الأكياس القماشية التي تستعمل لفترة زمنية طويلة جداً تصل إلى سنوات.

وركّز المحاضر على أهمية تضافر الجهود الرسمية والشعبية للحد من الاستغلال الجائر للموارد الطبيعية مذكراً بأن التلوث لا حدود له موضحاً أثر الاختلال هذا من خلال عرض المحاضر فيلماً شيقاً توضيحياً قصيراً عقب المحاضرة عن فقدان حلقة من حلقات السلسلة الغذائية وأثره على النمو الطبيعي.

يُذكر أن المحاضرة جرت بحضور السيد عز الدين علي رئيس مجلس الإدارة وأعضاء المجلس وعدد من أعضاء الجمعية وأصدقائها.

 ازدهار علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار