من ذاكرة اللاذقية الموسيقية

الوحدة10-8-2021

زهير  خليل زهير، هو موسيقي من اللاذقية، من أيام الزمن الجميل للفن، هو عازف على آلتي العود والكمان منذ عام 1958، وأحد المؤسسين لفرقة الاتحاد العمالي في اللاذقية.

شارك بالعديد  من الأمسيات الفردية والجماعية والمهرجانات في المحافظة، وفي أول مهرجان قطري للموسيقا في دمشق عام 1970.

كما شارك مع فرق فنية لكبار الفنانين كطروب، محمد جمال، هيام يونس، عصمت رشيد وغيرهم الكثير من الفنانين العرب من مصر ولبنان والأردن، إضافة إلى أسفاره لمشاركات موسيقية في تركيا، بلغاريا، النمسا، ويوغسلافيا.

اليوم بعد 62 عاماً مع الموسيقا  يبدأ فيها الحديث ولا ينتهي، يجلس مايسترو  الزمن الجميل (زهير) في محل صغير لبيع الآلات الموسيقية المستعملة، فماذا يقول لنا عن مهنته هذه؟

وسط انجراف الناس واهتماماتهم في القرن الواحد والعشرين لتأمين متطلباتهم الأساسية من مأكل وملبس، ولهاثهم للوقوف على واجهات عرض الألبسة والإلكترونيات ومستلزمات هذا العصر المادي، الذي غدت فيه الموسيقا ترفاً، لا يستحق عند الأغلبية تخصيص أي شيء له، أصريت أن يكون عندي هذا المحل الصغير لبيع كل الآلات الموسيقية المستعملة وصيانتها، الوترية منها كالعود والكمان، والإيقاعية كالطبل، الطبلة، الخشخش والأورغ، وأورّث حبي للعزف الموسيقي والآلات كمهنة لابني سليم وأكون كمشرف على ابني الذي تسلم إدارة المحل ويقتصر كما ذكرت دوري على إفهامه أسرار وأساسيات المهنة، وفي الحقيقة هو ملمّ وعارف بغالبية تفاصيلها سيما وأنه تربى في  أسرة ربّ البيت فيها لديه شغف بالفن، كان يراقبني ويستمتع بالجو الذي تعيشه الأسرة بكاملها عندما أعزف.

رأيت أنني عندما أورّث ابني مهنة أخلاقية راقية تعكس لحالة ثقافية وحضارية للشخص إضافة لضرورة وجود محلات تعنى بالموسيقا وتبيع آلات موسيقية، وخاصة أن عدد محلات بيع الآلات الموسيقية في اللاذقية قليل.

ولا يخفى على أحد أهمية الموسيقا كغذاء للروح والنفس والجسد. ويبقى لها محبوها. ومع أن الراغبين في اقتناء الآلات للعزف هم قلة نسبياً وجهودهم فردية، إلا أن لهم دوراً مهماً على المدى الطويل، في خلق نواة موسيقية في المحافظة، وإضفاء جو ثقافي راقٍ يعكس لمستوى ووعي ثقافي ولحضارية اللاذقية التي خرّجت أهم الموسيقيين الذين رفعوا اسم اللاذقية عالياً، أمثال محمود العجان وزياد عجان، اللذين لهما اكتشافاتهما ومساهماتهما وتأليفاتهما الموسيقية التي ستورث من جيل لجيل.

وعن غلاء أسعار الآلات على اختلاف أنواعها يضيف: لا شك أن أسعار الآلات ارتفعت كثيراً، ولكن يبقى للمستعمل منها عنصر المنافسة وخاصة أننا خبيرون في  أن نعرض لأجود الماركات والنوعيات وهنا لدور خبرتي على مدى ستة عقود يعود الفضل.

لا شك أن الآلة الجديدة أغلى بكثير من المستعملة، ولكن كما ذكرت حريصون أن ننافس الجديد بجودة المستعمل وبذلك نسهم في توفير كل ما يطلبه الزبون تماشياً مع قدرته المادية.

مهى الشريقي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار