الوحدة: 19-7-2021
يصدر القرار بتوطين الخبز، ويعطى المواطن حق الاختيار، فتدخل جهات حكومية محلية على الخط لتسلب المواطن هذا الحق، وتعيده إلى نقطة الصفر.
فجأة، يصدر تعميم بتصفير ٣٢ مخبزاً في اللاذقية، ويُطلب من المواطنين المرتبطين بهذه الأفران إعادة طلب الارتباط، مع تحديد مسبق لعدد البطاقات المسموحة لكل مخبز، وأنت وحظك يا مواطن، فقد تلحق بركب المرتبطين، وقد لا تلحق، وإن فاتك القطار، ستُجبر على الارتباط بمخبز آخر شئت أم أبيت…(دويخة).
إن جوهر توطين الخبز هو حرية الاختيار، وحرية الاختيار تعطي المواطن الحق في فرز الأفران الجيدة، لأن العاقل سيختار حتماً من يحترم المواطن، ويقدم له رغيفاً صالحاً للاستهلاك البشري، ومع هكذا قرار سيكبل قرار التوطين، وسينتفي عامل المنافسة بين الأفران، ليبقى كل شيء على حاله.
يحتجون دائماً بالازدحام، ويوهمون المواطن بأنهم يبحثون عن مصلحته، وهيهات أن يكون هذا الأمر قد ورد في طيات تلافيفهم الدماغية، فإن أرادوا فعلاً منع مظاهر الازدحام، يستطيعوا تقسيم المرتبطين بالفرن المزدحم إلى دفعتين، فتحصل كل دفعة على حصتها عن يومين، علماً أن الآلية الابتدائية لقرار التوطين لحظت هذا الأمر، وأعطت المواطن حق استجرار المادة عن يومين أو ثلاثة، فعن أي ازدحام يتحدثون؟.
إنهم -كالعادة- يحاولون الالتفاف على أي قرار يعطي المواطن حق الاختيار، وليس خافياً علينا السبب، ولكننا نستذكر قرار رسائل البنزين، وكيف حاولوا بكل طاقتهم سلب المواطن حقه في اختيار ما يناسبه، لصالح ما يناسبهم!.