الوحدة 18-7-2021
في زمان واجم تكثر الشكوى، ويتحول الجميع إلى جيش من المظلومين، ممن جافتهم الأيام وغدر بهم ذوو القربى والأصدقاء، إذا كنا جميعاً من الأخيار، المتفانين في الحب وفي الصداقة والإنسانية، فأين هم الأشرار الذين بادلونا المحبة بالخيانة؟
إذا كان الجميع تحت سقف المظلومية فأين هم الظالمون؟
أسئلة وجودية حيرتني ملياً.. ولم أجد لها سوى منحى تفسير واحد.
ربما نحن شعب نريد أن ننال كل شيء من دون أن نقدم حتى القليل.
ربما نحن شعب نعاني من أي تقصير بحقنا حتى ولو كان قليلاً بالرغم من إتقاننا للتقصير والنكران.
فكم من حبيب تنكّر لنبل المشاعر ونقائها عند أول فرصة سانحة!
وكم من صديق باع العشرة وطهارة الصداقة بثمن بخس!
أما آن لنا أن نتخلى عن أنانيتنا المستديمة في تعاطينا مع الحياة؟
ربما كان جوهر الحكاية هو التعاطي مع الوجود وفق ثقافة العطاء العفوي بدون انتظار الثمن.. العطاء بلا مقابل.
امنح أيها (الشقي) الحب النقي بلا حسابات الربح والخسارة.
امنح أيها (المغدور) الوفاء والصدق خارج جداول الصادرات والواردات.
ليكن بذلك وعطاؤك خالصاً مخلصاً لوجه الخير والإنسانية.
عندنا نؤمن حد اليقين بإنسانيتنا سننتصر على كل الشرور.. سنلامس وجه السعادة.
فقط وقتئذ سنكون مؤتمنين على أوطاننا.. على عشقنا.. على صداقاتنا.
عندما نعتنق مبدأ الإنسانية الحقة سننتصر على إرهاب الأشرار.. على الأنانية والغدر كما الخيانة.
قل لي ما تعطي، أقل لك من أنت.
وعلى قدر عطائكم ترزقون.
نور محمد حاتم