كواليس الأغاني…. فوق النخل

الوحدة: 15-7-2021

 هي أغنية تراثية تعود في أصلها إلى التراث الشعبي العراقي، ترنمت بها الشعوب العربية على امتداد رقع الأوطان، وغناها أشهر المطربين العرب، ناظم غزالي، صباح فخري، كاظم الساهر وعشرات غيرهم.

 تعود قصة الأغنية إلى زمن بغدادي قديم كان عسر الأحوال وضيق الموارد عنواني المعيشة بشكل عام فيه، في ذاك الزمان انتشرت في بغداد الدور التي تتشارك عدة عائلات في سكناها، تتألف الدار الواحدة من طابقين يتوسطهما فناء وفي كل طابق عدة غرف يسكن كل واحدة منها عائلة وكان من الممكن أن يقوم صاحب الدار بتأجير غرفة منزوية في الطابق السفلي إلى شاب أعزب بعد أن يتأكد من حسن سلوكه وأخلاقه والتزامه بعمله، يطلق على هذا الشاب اسم (الزكرتي). في إحدى هذه الدور سكن شاب زكرتي قيل أن اسمه حسن وكان اسمه مطابقاً لخلقه، يخرج في الصباح إلى عمله ولا يعود حتى المساء ليدخل غرفته ويبقى فيها إلى صباح اليوم التالي.

صادف يوماً أن رأى هذا الشاب فتاة على إحدى نوافذ الطابق العلوي فذهل بجمالها وأُخذ بحسنها ووقع في غرامها لكن العادات والتقاليد حالت دون أن يتمكن من التواصل معها ليبوح لها بلواعج صدره فما كان منه إلا أن غنى: (فوق إلنا خل فوق فوق) بما معناه عندي حبيب في الأعلى وصار يردد هذه الأغنية صباح كل يوم، أعجب بها الجيران عندما سمعوها وصاروا يرددونها، مع الوقت انتشرت الأغنية في العراق وتجاوزت الفرات لتصل إلى الأطلسي ودمج الكثيرون كلمات مطلعها لتصبح (فوق النخل).

 يقال إن الزكرتي حسن تزوج محبوبته بعد أن عرف الجميع أن الأغنية موجهة إلى القمر الساكن في الطابق العلوي، (فوق إلنا خل فوق فوق يبا فوق إلنا خل فوق مدري لمع خده مدري القمر فوق والله ما ريده باليني بلوى.. بالله يا مجري المي يبا سلم عليهم عليهم صعبانه الفرقة علي يبا اشتقنا إليهم إليهم والله ما ريده باليني بلوى).

شروق ديب ضاهر

تصفح المزيد..
آخر الأخبار