كانت الصحون… والآن الألواح!

الوحدة: 9-7-2021

لو عدنا بالذاكرة إلى بدايات تسعينيات القرن الماضي وتذكرنا كيف بدأ انتشار الصحون اللاقطة على أسطحة البنايات ليكون عددها بعدد شقق أي كتلة بناء موجودة وصولاً لأيامنا هذه، وحينها في البدايات كان وجود الصحن ومستلزماته مقتصراً على فئة قليلة، كون اقتناؤه حينها يتطلب مبلغاً لا بأس به طلباً للحصول على عدد كبير من محطات التلفزة خصوصاً وأننا حينها لم نكن نملك أكثر من محطة أو محطتين أرضيتين تعملان لساعات قليلة.

حينها اختلفت الآراء حول الوضع، فمن قال: لماذا كل هذه الصحون وتشويه منظر المدن والأبنية، ولماذا لا تعمد الدولة إلى الاستثمار بهذا المجال فيكون الأمر بيدها وتوزع لمن يريد الحصول على هذه الخدمة؟ وبالطبع كانت الأجوبة جاهزة فهناك جهة تستثمر باستيراد أجهزة الريسيفر والصحون اللاقطة ومستلزماتها من الألف إلى الياء. 

في هذه الأيام تتأكّد الحاجة لخدمة تساوي اقتناء الريسيفر وخدماته بعشرات الأضعاف وهي الحصول على الكهرباء أسوة بدول العالم التي تملك حقولاً بمساحة آلاف الهكتارات توضعت فيها تلك الألواح ووفرت آلاف الميغات، وقد مررنا بعدة مراحل تنوعت فيها الوسائل التي تعوض لنا خدمة الكهرباء ولا سيما الإنارة بدءاً من الشواحن بأنواعها مروراً بالبطارية واللد وصولاً إلى الأمبير، وكلها صارت عبئاً يثقل كاهل المواطن ولا يعوّضه عن وجود الكهرباء بنسبة 10% أي الإنارة فقط ، ويكاد يجمع اقتصاديون سوريون بأن الأموال التي صرفت على تلك الوسائل منذ بداية الحرب لكانت كفيلة ببناء محطات كهربائية تكفي القطر.

نقول هذا وقد بتنا بأمس الحاجة لأي وسيلة تعطينا الكهرباء بدون أي مقابل كألواح الطاقة الشمسية، فهل تتكرر مشكلة الصحون على الأسطحة وتنتصب الألواح بجانب تلك الصحون؟

وهنا نسأل نفس السؤال: لماذا لا تنفّذ الدولة تلك المشاريع وتستثمر فيها وتبيع المواطن الكهرباء خاصة وأننا نملك مناخاً يوفّر لنا معظم أيام السنة المشمسة، بدل أن يضطر المواطن وبشكل إفرادي لوضع هذه الألواح على سطحه للحصول على الكهرباء ؟ لتكون الإجابة كما السابق: هناك من سيستثمر في استيرادها وبيعها وجني أرباح طائلة حارماً الدولة من ذلك أسوة بأجهزة الريسيفر وتوابعها، كذلك الشواحن والبطاريات وتوابعها، وطبعاً لا تقارن حاجة المواطن الماسة لخدمة الكهرباء مع حاجة الريسيفر التي لا تقارن فيها.

أيضاً سنُواجه هنا بأسعار الألواح التي لا قدرة للغالبية على تركيبها والتنعّم بكهربائها، وستبقى حكراً على فئة قليلة، لذلك فإن الدولة هي المنجد الوحيد إن أحبّت.

آمنة يوسف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار