سورية جنة علماء الآثار …مهد الحضارات

الوحدة 7-7-2021

  

 

 ضمن فعاليات اليوم الثاني لمهرجان التراث الشعبي السابع ندوة بعنوان ” أرواد بحر التراث ” قدمها الأساتذة مروان حسن ومنذر رمضان بعد عرض لمادة فيلمية تراثية عن جزيرة أرواد وذلك في المركز الثقافي العربي بطرطوس . رئيس دائرة آثار طرطوس الأستاذ مروان حسن أسهب بالحديث عن الجذور التاريخية والحضارية للجزيرة وما تحمله من تراث أثري امتد من 1500 عام قبل الميلاد و 300 عام قبل الميلاد زمن الحضارة الفينيقية التي نشأت في شرق البحر الأبيض المتوسط وغرب الهلال الخصيب وانتشرت جغرافيا على طول الساحل الشرقي والمناطق المجاورة لها مع جبال الكرمل كحدود طبيعية …وأرواد أو ما أطلق عليها اسم ” أرادوس ” – وهي كلمة يونانية تعني الملاذ أو الملجأ – كانت من أكثر المدن الفينيقية ازدهاراً الواقعة في أقصى الشمال ومن بين عكا وصيد وصور وبنت جبيل والواقعة الآن بسورية ولبنان وفلسطين. وبسبب وجودها في قلب الماء كان صيد السمك والعمل البحري عماد الحياة فيها ، وكان لابد لسكان المدينة الأثرية إتقان صناعة الزوارق والسفن التي توارثوها من الأجداد ، والتي لم تدخل آلة فيها. صنعتها أياد ماهرة لتتقنها الأجيال المتلاحقة فيما بعد وهنا ظهر التميز بامتياز في هذه الصناعة. هذا الإرث التراثي البحري المادي واللامادي قاد البحارة لاستقراء اللقى الأثرية البحرية من : شعلة عشتار – الشعلة البحرية – مدعم أو مربط البحارة ليلا – قدر الفخار المكتشف في الخامس قبل الميلاد – المعجن الكبير – جرن دق اللحمة ، وأواني خاصة لحفظ المياه كقمع بحري وجرة ماء. وأضاف الأستاذ مروان بأنه إلى الآن لم يتم الكشف عن أسرار التراث البحري ؛ والذي يعتبر مصدراً مهما ًفي الكشف عن سر العالم القديم ، وألغازه باعتباره صلة الوصل مع الحاضر …. ” من سورية مهد الحضارات كانت البداية. ” بهذه العبارة استهل الأستاذ منذر رمضان حديثه عن المدينة الأثرية وسكانها أصحاب الحضارة الفينيقية… ملوك البحار ، وأهم تجار زمانهم ، والذين أبدعوا وتفردوا في صنع الزوارق والسفينة ذات الشراع الواحد ” قادس ” والتي كانت تصلح لجميع المهام ولكنها ومع بالغ الأسى أصبحت مهددة بالاندثار ، لذا وجب من كافة الجهات الأهلية والرسمية الحفاظ على البنية التحتية لهكذا حضارة لاستمرار هذا التراث الأثري والحضارة العريقة كمعلم تاريخي وعلم لايكرر وجب تطويره ، وإحياء صناعة سفينة أرواد وإعادة الحياة فيها …

 

الأرواديون قبلوا التحدي وبدأوا ببناء السفينة الأروادية بطول 21 متراً وارتفاع المترين من خشب الصنوبر والبلوط مع 120 ألف إسفين خشبي و 24000 ألف مسمار من خشب الزيتون و 700 متر من حبال القنب والليف لصنع الساري والأشرعة …هذا الأمر قاد العالم للتساؤل عن كيفية الحفاظ على هذا التراث …فكانت أولى الأولويات الانتقال من الطموح والرغبة إلى الواقع والفعل ..يليه تعزيز دور الإعلام الكبير في تسليط الضوء على هذه الصناعة وما تحمله من غنى اقتصادي وتنوع سياحي للمنطقة ،حماية الثروة السمكية والبحرية ، ودعم السياحة في بحر التراث … نحن أحفاد الفينيقيين وورثتهم ستبقى هذه الصناعة العريقة تجوب البحار متخطية كافة العقبات تمخر العباب حاملة راية الوطن والوصول للحقيقة المجردة والكبرى: ” إن التعرف على سورية هو التعرف على تاريخ العالم من العصر الحجري حتى العصر الحديث.

نعمى كلتوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار