أصحاب محلات وورش الإصلاح … مواعيد خلبية وأسعار خيالية

الوحدة: 24-6-2021


 

مَنْ منّا لا يضطر شهرياً لإصلاح واحدة من الأدوات المنزلية (هاتف، غسالة، دينمو ماء،  مروحة، مكيف، باب، خلاط كوكتيل أو حنفية أو فواشة خزان.. لتطول القائمة) وهذه تحتاج لوحدها لمبلغ خيالي يعود تقديره لصاحب المصلحة وتتفاوت التسعيرة من واحد لآخر لأنه لا ضابط يضبط عملهم  فالأمر هنا متروك للضمير ومدى تشغيله، أيضاً تتراوح  القدرة والنوعية وإجادة المصلحة بينهم وأنت وحظك الذي يودعك بين يدي (معلّم شاطر وحربوق وذي ضمير) كل ذلك مضافاً للحالة المادية السيئة والضيق الذي يعانيه المواطن.

إضافة لكل ما ذكرنا تفعل قطع الغيار وتوفرها بالسوق وجودتها فعلها، وجهل الغالبية بالنوع والجودة وحتى تكاليف الإصلاح، هذه معاناة المواطنين مع الإصلاح والمصلّح وإعطاء المواعيد لكل معاناته إن كان المصلّح أو الزبون لذلك سندع الحديث لهم.

السيدة أم سنان: تعطل دينمو الماء وبقيت لثلاثة أيام من دون ماء لأن المصلّح لم يأت رغم الاتصال به لعشرات المرات وعندما حضر عمل لخمس دقائق وانقطعت الكهرباء فترك الشغل وذهب ليعود ويفك الدينمو ويأخذه للمحل ويبدأ مسلسل طويل ممل لأكثر من ستة أيام عشناها بدون ماء ولتتجاوز أجرة الإصلاح 30 ألفاً وهي رقم كبير لكنها لا تساوي قضاء يوم واحد بدون ماء.

السيدة عفاف: اتصلت بمصلّح الرسيفر لمدة شهر لم يرد وأخيراً عندما ردّ اشتغل لربع ساعة بتنزيل بعض القنوات على القائمة وأخذ 4 آلاف ليرة.

السيدة هبة: أخذت إبريق تسخين الكهرباء والمروحة لمحل تصليح ووعدني لثلاثة أيام وهذا هو الأسبوع الثاني ولم يصلحهما والحجة جاهزة: قطع الكهرباء.

السيد إبراهيم: تعطلت الغسالة وصرت تحت ضغط (نق الأسرة ومماطلة المصلّح أي اليوم وأي بكرا وما في كهربا ومن هذا الكلام) ليستمر الوضع خمسة عشر يوماً فذهبت إلى المحل عند قدوم الكهرباء وأحضرته (موجوداً) باللإكراه.

السيد يوسف: تعطل البراد وعندما استدعينا الشركة المصنعة صاحبة الوكالة أتت بعد ثلاثة أيام لكن المفاجأة أن العطل كبير ومكلف ولا قدرة لنا على تأمين المبلغ المطلوب فاضطررت لإصلاحه عند ورشة عادية بمبلغ أقل ولكن لا ضمان للقطعة التي وضعوها للبراد ولا أعرف إن كانت أصلية أم لا، المهم أن يعمل.

السيدة ريم: اتصلنا لأربعة أيام متواصلة مع (الكهربجي) لإصلاح عطل بالمنزل مع أننا نعرفه بعد ذلك قفل خطه، وآخر أخذنا له مروحة للتصليح وبقيت لشهر بالمحل لنفاجأ أنه أعطاها لزبون آخر كما يدعي.

وصودف مواطنون ذكروا أنه كلما تعطل لديهم قطعة استغنوا عنها وعن خدمتها لغلاء كلفة الإصلاح وتهيب الدخول في معمعة المواعيد الخلبية للمصلّحين (فقالت إحداهن: تركنا خلاط الفواكه وبعض الحنفيات والمصابيح دون إصلاح).

هذه حالات وغيرها كثير يطول ذكرها، في المقلب الآخر قصدنا عدة ورش إصلاح، أبو محمد قال: يأتي الزبون ويريد قضاء حاجته فوراً بغض النظر عن حاجات الآخرين ونحن محكومون بظروف عمل سيئة أقلها وجود الكهرباء لساعة فقط،  وفي هذه الساعة عليّ تجريب ما أصلحته والتردد على المنازل للكشف على غسالة مثلاً لصعوبة نقلها، أو دينمو ماء كذلك تحسب علينا القطع التبديلية بأسعار كاوية وهذه لا يعرفها الزبون، أيضا يأتي الزبون إلى الورشة يقف فوق رأسي ليتابع إصلاح غرضه بنفسه بغض النظر عن الأولوية لغيره، كذلك يحتجون على عدم الرد على مكالماتهم، نحن مضغوطون ولدينا مسؤوليات وتلزمنا أوقات للراحة والنوم، تأتيني مكالمات في الليل والصباح الباكر وكل وقت، كذلك أناس كثيرون يضعون أغراضهم ويذهبون وتبقى لأشهر دون السؤال عنها فأنسى ما العطل أو لمن هي وأضطر لشراء البنزين بسعر غال للمولدة كي تعينني بعملي.

أحمد حافظ صاحب ورشة تصليح برادات وغسالات قال: يتصل الزبون راجياً أن نحضر وقت مجيء الكهرباء نذهب ونفحص العطل وممكن يرضى يصلّح وممكن لا وهكذا أهدر وقتي بوجود الكهرباء وثانياً أنا أمامي ساعتا عمل حقيقي بالنهار فقط هما بوجود الكهرباء، والأهم من ذلك قطع الغيار الموجودة بالسوق كلها صينية معظمها لا يعمل أكثر من عدة أشهر لنعود نحن والزبون إلى نفس الدوامة ويحملنا مسؤولية سوء الإصلاح والعمل.

هذه بعض معاناة وأوجاع الزبائن وأصحاب ورش الإصلاح يهددها تقنين الكهرباء وغلاء قطع التبديل وضغط الزبائن وإلحاحهم.

آمنة يوسف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار