استفاقة الكروان..

الوحدة 15-6-2021

تنفس الصبح الصعداء،  كان الليل طويلاً كدهر، تأخر السحر في السهر، أخيراً انبلج الفجر، افترت شفاه الشروق عن ابتسامة رمادية خجولة، كأنما الوسن ما يزال يسكن ريفهما.

تمطت الغدران بعد كسلها، جرت تلقي تحيتها على الضفاف التي استيقظت للتو، غسلت خضرة سندسها من وعثاء غفوتها ليلة قمرية كاملة.

رش الندى أكمام الزهر، فاح عطرها أكثر ثم استفاق من نومه الكروان، راح يرقص رقصة التجلي النهارية، مع خيوط الشمس المرسلة حرارتها بعد ليلة نيسانيــة باردة.

أطلت القبرة من حفرتها في الحقل القريب، صاحت: أيا شمس آخر الربيع أيقظي نؤوم الضحى، لقد رحل المساء،  قد غزت في سريرها، استطال حلمها تلك الحسناء،

ذلك العاشق باكر فجرها، هجر نومه فارس القصر..

سابق الريح، تحدى عويل العواصف.. نادى: أيا حلوة الحكاية، ضحكة سمر الليالي، قيثارة اللحن المغناج على شفة الكنار يزق وليفه همسات مسامرة العينين للسهر، يناجيها يناغيها: تعالي، أقبلي، ها قد غرد النهار، انجلت كعروس شمس الحساسين،

أثمر التوت على صدر الشجر.. هيا، حبيبتي.. قد سفحت إليك خطا المسافات، ورائي جعلتها، قهرتها، أطبقت عليها الأنفاس والمدى، تعالي إلي، كمثل طائري كروان، نوقظ الكون، يلبي استفاقتنا، ننهب الوقت نهباً متعمداً، نقطف من  شجر الحب المقدس سلالاً من ثمر..

خالد عارف حاج عثمان

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار