الوحدة 7-6-2021
تساؤلات عديدة طرحتها كل من جمعية (سنديان) لحماية البيئة المستدامة في طرطوس، وهواة الحياة البرية السورية على صفحات التواصل الاجتماعي.
متى سيكون لدى مجتمعاتنا المحلية الوعي الكافي لوقف هذا الإجرام بحق الحياة البرّية والطبيعة النّادرة؟
متى نكون كباقي دول العالم نشاهد حيواناتنا الجميلة المريضة فنعالجها ومن ثم نطلقها في الطبيعة؟
للأسف فإن مسلسل انتهاك واغتصاب الحياة البرّية السّورية من قِبل بعض الجشعين، وعديمي المسؤولية لا ينتهي، وكأن تصنيف غزال اليحمور كحيوان مهدد بالانقراض لم يكن كافياً لوضع حد لهذه التجاوزات، بل على العكس يبدو أنه كلما كان وجوده أقل وأندر كلّما أصبح هدفاً مرغوباً به ومدعاة للاعتزاز والفخر في حال تمكّن أحدهم من صيده؟
يُعتبر اليحمور من الأيائل متوسطة الحجم المعروف علمياً بالاسم Capreolus capreolus ، وهو من الحيوانات الجميلة والرائعة التي تزيّن غاباتنا، كان هذا الغزال منتشراً سابقاً في سورية بكثافة من غرب حلب إلى المنطقة السّاحلية وحوض العاصي وحتى غوطة دمشق، ولكن الصيد، وقطع الغابات، وتدمير موائله أدى إلى انحسار تواجده في مناطق صغيرة جداً في الغابات السّاحلية.
شهدت أعداد غزال اليحمور انخفاضاً كبيراً خلال السّنوات الأخيرة، حيث تتعرض الموائل الطبيعية له للتدمير بشكل دائم نتيجة قطع الأشجار والحرائق المختلفة، بالإضافة لتعرّضه للصيد الجائر وعمليات الإمساك بصغاره من البرّية، والاتجار بها والتي منعها ويعاقب عليها القانون.
انقرض هذا الحيوان الجميل سابقاً في كل من لبنان وفلسطين، والأردن وهو حالياً مهدّد جداً بالانقراض في سورية أيضاً كما حصل لأصدقائه الدّب السّوري والنمر الأناضولي وغزال الريم وغيرها الكثير.
ودعت كل من جمعية سنديان وهواة الحياة البرية المتابعين من جميع الإخوة المواطنين، وبالأخص الصيادين الغيورين على سورية بوقف صيد غزال اليحمور بشكل كامل، وعدم إمساك صغاره أو شراء وبيع هذا الحيوان، وإبلاغ الجهات المختصة فوراً عن أي شخص يقوم بقتله أو بيعه حفاظاً عليه من الانقراض كما حصل في الدول المجاورة.
وأكدوا أنهم كهواة، ومحبين للحياة البرّية وجميع المهتمين بتميّز وغنى وجمال بلدنا الغالي سوريا لن يسكتوا عن أي تعدٍّ على البيئة، والتنوع الحيوي للبراري، وسيعملون على حمايتها وفقاً للأنظمة والقوانين المحلية والدّولية.
ميسون غانم