الوحدة 2-6-2021
تشكل هواية الكتابة بكل أنواعها بوابة للإطلالة على العالم الفسيح من حولنا من خلال عالم غني باللمحات الإبداعية، وعلى مدى سنوات، كانت جريدة الوحدة نافذة للعديد من المواهب الواعدة في شتى المجالات، وقد شارك عدد من قراء الصفحة بموهبتهم في إغنائها بلمحات شعرية وخواطر أدبية ومساهمات قصصية مميزة وحرصاً منها على التواصل الدائم مع أصدقائنا الأطفال، واهتماماً منها بالمواهب والموهوبين، نعرض مجموعة من المواهب تشجيعاً لفتح باب المشاركة بشكل أوسع فيها.
ومن أبرز المواهب التي تشارك دائماً في صفحاتنا الصديقة نورا علي ديبة، حيث وردتنا منها مساهمة جميلة تشير إلى موهبة حقيقية وبصمة واعدة في الكتابة وهي عبارة عن أنشودة شعرية بعنوان (مدرستي) تقول فيها:
يا مدرستي …زاد حنيني
أشتاق لصباح في طريقك
أنهض مبكرة ألقاك
أحمل شغفي مع أشيائي
ورياح خريف تسابقني
فأحث الخطا لملجئك
تضميني كالأم… تنجيني
وبرداء العلم تغطيني
يا مدرستي.. كم أهواك
كما وردتنا قصة جميلة بعنوان (النحلة الوفية) الصديقة شهد مجيب صالح – وهي موهبة واعدة استطاعت تطويع مفرداتها لتكون أداتها ونافذتها التي توصل من خلالها فكرتها وأحاسيسها من خلال سطور قصتها، حيث تقول:
كانت النحلة لارا نشيطة تستيقظ كل يوم منذ الصباح الباكر وتذهب إلى الحديقة تستنشق الروائح العطرة وتجمع رحيق الأزهار لتصنع منه العسل، وكان الدب شهاب يأتي إلى الخلية ليتناول العسل، وفي يوم من الأيام قالت له النحلة لارا: لماذا تأكل العسل الذي نصنعه؟ فلم يرد عليها فقالت له لارا: نحن نتعب وأنت تأخذ محصول تعبنا …. قال الدب: وماذا تريدين أن أفعل فأنا أحبه كثيراً؟ فقالت لارا: سأعطيك الكثير منه إذا ساعدتني، قال وهو متعجب: هل ستفعلين حقاً؟ ردت النحلة: لقد أتى الربيع وثمة مرض أصاب أغلب النحلات لذا سنحتاج المساعدة في بعض الأعمال، فإن فعلت ما أطلب منك أعدك بألا تضطر إلى سرقة العسل ثانية.. في الصباح استيقظ شهاب باكراً وسارع إلى مساعدة النحلات في العمل وتكرر الأمر في اليوم الثاني وبقيا على هذه الحال مدة شهر، وبعد الانتهاء من العمل جاءت النحلة لارا لرؤية الدب وإعطائه العسل، ولكنها لم تجده فالدب ذهب مع أصدقائه في رحلة صيد طويلة كما علمت من بعض الحيوانات، لكنه لسبب ما لم يستطع العودة إلى منزله، ومضى الزمن ونسي الدب فيها النحلة والعسل وعاد إلى منزله بعد غياب طويل رأته فراشة صغيره فأخبرت النحلة لارا التي سارعت إلى لقاء الدب وهي تحمل الأمانة فرح الدب بلقائها وسألها عم تحمله بيدها فقالت له: الأمانة فقال: أي أمانة ؟ فقالت: العسل …. ضحك الدب قائلاً: هل ما زلت تذكرين الموضوع؟ فقالت له: نعم فأنا النحلة الوفية.. ولا يمكن أن أنسى الوعد أبداً، أخذ الدب العسل وطارت النحلة سعيدة إلى صديقاتها.
ومن الصديقة يارا علي ديبة، وردتنا خاطرة حالمة بعنوان (أنا سورية) وفيها تترجم إحساسها الخاص بالجمال وحب الوطن بكل أطيافه ونسيجه الاجتماعي وبيئته الجميلة تقول فيها:
أحلم بجناحين من فرح
أحلق بهما
فوقك سورية.. بحرّية
أريد أن أسافر براً
من سهول درعا
إلى ساحل اللاذقية..
أنا طفلة من هنا وسأبقى…
ابنة سورية الأبية.
بقي للقول: تبقى فنون الأدب والشعر بوابة نسعى من خلالها للإطلالة على العالم الفسيح من حولنا من خلال الكلمة المعبرة والصورة الشعرية، ويبقى الأمل مع كل موهبة لديها القدرات والإمكانات الجميلة أن تسعى لتطويرها عبر التدريب والتشجيع ليحققوا آمالهم ويثبتوا أنهم ينتمون إلى جيل يستحق العيش الكريم بتوفير الأجواء المناسبة له من خلال تكريس العطاء في الحياة كقيمة من القيم النبيلة وسلوك راقٍ يميز مجتمعنا الأصيل.
فدوى مقوص