الوحدة 31-5-2021
كالصبية البحرية، ومع النوارس المحلقة فوق الزرقة السرمدية، استفاقت.. غسلت وجهها.. بسملت بالرحمن الرحيم، نادت: (حيعلا) الفلاح) حي على الجهاد، (حيعلا) النصر الصراح.. صرخت في الوجوه المعلبة الصامتة:
أيتها الشواطئ..
أيتها النوارس البيضاء..
أيتها الحمامات..
لا وقت للنحيب.. للصراخ.. للبكاء..
لا طريق اليوم إلى ماء بحرك غزة سوى التجذيف.. والمجذاف..
لا طريق نحو ممارسة واكتناه طقس الكرامة غير الوعيد..
غير النار..
(إلى فلسطين طريق واحد.. يمر من فوهة بندقية)
اليوم كل الجماهير في مدى غزة.. القدس.. الأقصى..
كل حط كوفيته، تمأزر بها، ملأها بالحجارة كما (الميزر) لف به بعضاً من أرغفة، وحبات زيتون، أقسم بها.. كما (البلد، ووالد، وما ولد)، ومن الأقصى (سبحان من أسرى بعبده ليلاً).
لم يعد هناك إلى القدس غير طريق واحد يعبره أطفال غزة، شبابها، وشيبها ورجالها وحتى نساؤها، يصدون بصدورهم دبابات الصهاينة، بعضهم حمل بندقية، بعضهم حمل في قلبه للحرية حباً، وبعض الأطفال أشهروا بوجه المحتل الورد، اللغة التي يخاف منها الاحتلال، كل ما يراه المحتل كان حجراً، وكل ما سقط على رأسه كان من سجيل ونار…
تاريخ (حزيران) ولى.. كغراب حط، لكن ما لبث أن رحل..
أسوداً كان كالليل، كالطيلسان،
تاريخ النكسة ولى
كتب بحبر خنوع، ثم رحل
أواه فلسطين
لا تقبل بالذلة
لفت كوفيتها رداء
ملأته حجراً من سجيل
ملأته رعباً..
صهيون تئن من وطأتها
من رب العرش حل عليها شواظ النار
غزة كتبت تاريخاً
يا للعظمة..
يا للقوة..
يا للجلى
لم تقبل بالعار
فتحت صدرها..
لرصاص..
لم ترهبها فوهة النار
كتبت نصراً
كتبت فجراً
ها قد زينت الرأس العربية في كل الأنحاء بتاج النصر، اعتمرت تاج الغار.
خالد عارف حاج عثمان